معدّدا مناقب "الزّعيم": سعيّد يكشف علاقة الحبيب بورقيبة بالإسلام

عدّد الرئيس قيس سعيّد اليوم الثلاثاء خلال كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى 21 لرحيله مناقب الحبيب بورقيبة واصفا إيّاه  بالزعيم الذي عمل على تحرير العقول بعد استقلال تونس ولم ينحصر دوره على توقيع البروتوكولات والاتفاقات، وفق تعبيره مشيرا الى علاقة بورقيبة بالإسلام.

واستحضر ما كان يرد الى مسامعه من مقربين للمحيطين بالحبيب بورقيبة (حفيد الشاذلي قلالة) حول ما يدور داخل جلسات حيث "كان بورقيبة ينتفض غضبا خلالها دفاعا عن مشروعه الذي يسعى لتركيز التعليم وتحرير المرأة وارساء مرفق الصحة العمومية كما كان يعمل على توفير الأكل للتلاميذ للفقراء.."، مستدركا بالقول إن بورقيبة قام بثورة تعليمية وخصص في بدايات حكمه ثلث الميزانية وقتها للتربية والتعليم.
وتابع أنه رغم الأخطاء والتجاوزات والحسابات الخاطئة فقد أسهم بورقيبة في تغيير المجتمع التونسي وتحرير العقول والخروج من مظاهر التخلّف، مستنكرا ما راج من أقاويل بأن "بورقيبة عدوّ للدين".
وأدلى رئيس الجمهورية في هذا الصدد بشهادة "يذكرها للتّاريخ"، وفق تعبيره بخصوص علاقة بورقيبة بالإسلام وقال: "أذكر كيف توجّه الحبيب بورقيبة الى مفيدة بورقيبة (زوجته الأولى من أصل فرنسي) بالشكر الجزيل لأنها ربّت ابنه على قواعد الإسلام".
يشار الى أن بورقيبة كان تعرّض للتكفير من عدة أطراف وأساسا حركة النهضة في بداياتها عندما كانت تعرف تحت مسمى حركة الاتجاه الاسلامي بداية سبعينات القرن الماضي واتهامه وقتها "بحاكم كافر يسعى لارساء نظام كافر" فيما كان يسعى بورقيبة لارساء نظام تقدّمي.
وأشار قيس سعيّد في هذا الصدد إلى أن بورقيبة كان يهتمّ "بالحرّية في الاسلام والتحرير في الاسلام"، معلّقا بالقول "أنا أيضا مسلم يريد أن يحقّق مقاصد الإسلام". (مقاصد الاسلام خمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال).
وأشار قيس سعيّد في هذا الصدد "المسلم الحقيقي لا يكذب ولا يفتري ولايشتم ولا يقذف..والغاية من الاسلام الاستقامة"، مستشهدا بحديث نبوي: "قل امنت بالله ثم استقم" مردفا بالقول "لو كان بيدي لوضعت هذه العبارة عند مدخل كلّ مسجد".
وتابع سعيّد بالقول إن بورقيبة لم يكن يريد أن يحرر الوطن فقط بل كان يريد ايضاتحرير المجتمع وتحرير العقول.. ولا يمكن أن تكون هناك كرامة وحرية ما لم تحرٍّر العقول"، وفق تعبيره.