معرض فني لابداعات السجون على هامش الدورة السابعة لمعرض تونس للكتاب بشارع بورقيبة
كان جمهور الثقافة والفن على موعد عشية أمس الجمعة بشارع بورقيبة، مع إبداعات فنية من إنتاج السجناء بـ"السجن المدني الرابطة" بالعاصمة كعينة لانتاجات ثقافية لنزلاء الوحدات السجنية الى جانب ندوة حول "الابداع الفني في السجون" وذلك على هامش الدورة السابعة لمعرض تونس للكتاب.
وكان السجين حاضرا في معرض اللوحات الزيتية والتحف الفنية الجبسية والنقوش على الخشب روحا وأفكارا وخواطر بألوان مضيئة ووهاجة ونقوش عربية فخمة ورسم للطبيعة والحياة البسيطة في الاسرة التونسية التقليدية، والازقة الضيقة للمدينة العتيقة، وواجهات المنازل بسيدي بوسعيد، والبحر الهائج تنكسر على أمواجه قوارب "الحرقة" والهروب الى الخارج، وفضاء الصحراء الفسيح يعلو كثيبها المتأمل الحر، والقطيع الهانىء تحت أعين الراعي، والحياة المتخيلة في شكل إغراءات القوة والمتعة يبدو فيها قاضيا صغير الحجم محشورا في زاوية.
والى جانب اللوحات الزيتية التي استكملت آخرها بتاريخ 27 ديسمبر، انتصبت نقوش التحف الجبسية ترمز الى المنارة العالية المضيئة وحاملات الشموع ترمز الى النور في عالم يتراوح بين الامل في المستقبل وسلطة العقاب الراهن فعبرت جميعها عن الحنين والتوق الى الاصل والحرية والرغبة في ملاقاة العائلة والانماج في المجتمع وهي مشاعر تخالج كل المتردين على الورشات المخصصة في الوحدات السجنية لممارسة أشكال مختلفة للفنون من رسم ونحت وموسيقى وكتابات أدبية.
صحيح أن الوحدات السجنية في تونس أصبحت قديمة وضيقة على نزلائها وتحتاج الى تجديد متواصل لكنها، ودون إغفال مشاكلها العديدة، تعرف نشاطا ثقافيا ورياضيا متزايدا تدعم أكثر بعد ثورة 2011، حسب ما أكده طارق الفني كاهية مدير التأهيل والتكوين والتعليم بالادارة العامة للسجون والاصلاح التابعة لوزارة الداخلية.
واشار الى ان هذه الوحدات أصبحت تشهد العروض السنمائية والمسرحية والموسيقية المبرمجة في المهرجانات الوطنية والدولية وتشجع السجناء على تعاطي النشاط الابداعي الذي ينسيهم صعوبة الحياة السجنية ويشعرهم بالحرية وينقلهم الى خارج الاسوار ويؤهلهم الى العودة الى الحياة الطبيعية والاندماج في المجتمع
وتقر حنان حلومي مسؤولة العلاقات العامة التابعة لادارة السجون والاصلاح بأن إقبال السجناء على ممارسة النشاط الثقافي والابداعي يواجه صعوبات توفير الفضاءات والامكانيات المادية وانتظام مواعيد المعارض لكنها تؤكد أن حرص وزارات الثقافة والرياضة والداخلية والمجتمع المدني على تنشيط الحياة الثقافية في السجون ومراكز الاصلاح من شأنه تذليل العراقيل لتصبح وجها واضح الملامح في الحياة السجنية ومصدر إنتاج إبداعي يعترف به كل التونسيين.
وقد انتظمت ندوة تحت عنوان "إبداعات السجناء خارج أسوار السجون" ادارها الاعلامي بالاذاعة الوطنية الثقافية سفيان العرفاوي وشارك فيها اطارات وضباط من الادارة العامة للسجون والاصلاح وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة لمعرض تونس للكتاب المحتضن لبرنامج يومي من الندوات الادبية والفنية وحفلات توقيع إصدارات في "مدينة الاداب".
ويذكر أن الدوة السابعة لمعرض تونس للكتاب تنتظم بالتعاون بين المندوبية الجهوية التابعة لوزارة الثقافة واتحاد الناشرين التونسيين وولاية تونس بمشاركة 70 دار نشر منها 14 أجنبية و50 ألف عنوان وتستمر من 21 ديسمبر الى 5 جانفي حسب معطيات وفرها مدير المعرض حبيب العرقوبي.
