الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2014/02/13 14:34

مقال رأي - انتخابات الغد بدأت الآن

مقال رأي - انتخابات الغد بدأت الآن

بقلم منصور مهني  

 

انطلقت الاستعدادات حثيثة للانتخابات القادمة رغم عدم ضبط تاريخها بعد، لكن بقناعة الجميع أنها ستجرى قبل موفى سنة 2014. وأشارت بعض القراءات إلى أن الاستقطاب سيكون ثلاثيا، بطرفين بارزين هما "النهضة وأقاربها" و"الاتحاد من أجل تونس وحلفاؤه"، وطرف تعديلي تشكله "الجبهة الشعبية ومكوناتها".

لكن من الأحزاب أيضا من لا زال يعتبر نفسه قادرا على أن يكون مركز استقطاب في المرحلة القادمة، ومن لم يزل يبحث عن التحالف الأكثر ضمانة للنتيجة الانتخابية المرجوة، ولعلنا نذكر هنا الحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي ولربما تشكيلات سياسية أخرى.

 

وتبقى العائلة الدستورية محل سؤال على اعتبار خصومة الإخوة الأعداء التي تلوح في بعض الأحيان بين بعض مفاصلها. لنقل إن هذه العائلة متكونة حاليا من فروع ثلاثة تمثلها مجموعة حامد القروي، ومجموعة كمال مرجان، وربما بدرجة أقل مجموعة الباجي قائد السبسي، اعتبارا للحجم النسبي الذي تمثله العائلة الدستورية في التركيبة المتعددة والمتعقدة شيئا ما للاتحاد من أجل تونس، على ما يمكن أن يخفي ذاك التعدد وذاك الاختلاف من إمكانيات التصدع ومن إمكانات الثراء. ولعل ذلك ما أدركه، بكثير من الواقعية والتواضع، حزب المسار الاجتماعي الذي بقي وفيا لتعهداته مع الاتحاد، خلافا للجمهوري الذي يرى فيه الملاحظون كثيرا من التذبذب المبدئي، ولربما كثيرا من الحسابات الذاتية المحكومة بتشبث نجيب الشابي بالترشح لرئاسة الجمهورية.

 

ونحن نرى حول مجموعة الاتحاد علامات التقارب الواضحة من المبادرة الدستورية التي قد تكون اقتنعت نهائيا بأن مجالها الطبيعي هو التحالف من قوى الديمقراطية الوسطية بما فيها من وسطية اليسار ووسطية الدستوريين والوسطية الفكرية والثقافية التي تحملها قاعدة واسعة من المجتمع المدني. وإن تم ذلك فلا شك أن الاتحاد من أجل تونس سيبقى، كما تبينه الإحصائيات، أهم الفصائل السياسية من حيث تمثيل الخط الديمقراطي التعددي إن لم يتأثر بمختلف المحاولات الساعية إلى تشتيت قواه وضرب وحدته.

 

أما مجموعة حامد القروي، فستبقى لحين في تأرجح بين قطبي الأغلبية (النهضة والاتحاد) إلى حدود الحسم في نتائج المقايضة المتوقعة؛ لكنها ستجد في ميدان تلك المقايضة منافسين من الحجم المعتبر هما الحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي.

 

وعن القطب الثاني، الذي تمثله الجبهة الشعبية، فسيحاول جمع جل التوجهات اليسارية القصوى، مع تعديل في الخطاب الأيديولوجي المحنط والمنغلق ومع مرونة في التعامل مع بعض الحساسيات السياسية، سيرا على منهج شهيد الجبهة قبيل اغتياله، واستفادة من التعاطف الناتج عن تصفية وجهين بارزين من السياق السياسي الخاص الذي تنشط الجبهة في رحابه. ومن المتوقع أن تنظم بعض الأحزاب الجديدة التي تفتقد إلى أرضية شعبية واضحة وثابتة والتي لا يكاد يمثلها سوى خطاب "زعمائها" في وسائل الأعلام التي أمكن التعامل معها رغم ذلك (أو لذلك ولما ينجر عنه).

 

أما النهضة، فلا بد من الإقرار بأنها الآلة التي تبدو الأكثر ترتيبا لاستراتيجية محبكة انطلقت بتوظيف شامل لنتائج الحوار الوطني ولاستكمال الدستور، ثم أتى بعد ذلك خطاب مرن ظاهره ديمقراطي ومتسامح، رافض للعنف، كأن شيئا لم يقل وكأن أمرا ما لم يحدث. وانطلقت عملية المراودة السياسية (وهي شرعية بما تحمل من مراوغة وما شابهها، إذ المسؤولية مسؤولية المتقبل) على مختلف مستويات التدخل، وإذا بالجمعيات تتحرك من جديد وإذا بالاتحاد العام التونسي للطلبة يقترح استراتيجيا لا أجمل منها للتعامل الحضاري داخل الجامعة (معتمدا عريضة مفتوحة لإمضاءات جمع هام من الطلبة)، وإذا بقناة الزيتونة التلفزية تركز من جديد على قيادة حزب التحرير (حليف آخر؟) لتبرزه في جلباب النعومة والعقلانية كمن كان الأب الشرعي للديمقراطية.

 

بقي سؤال آخر: أين بقية الترويكا في هذا المشهد المتحرك؟

عن المؤتمر وجناحه الذي يشترك فيه مع النهضة، أي حركة "وفاء" التي خرجت عنه بمنطق الوفاء (لمن؟ لماذا؟) أو بنقيضه، الأقرب للظن أنه سيقع لم الشمل من جديد

إلا أن ترى النهضة عكس ذلك، إذ لا حظ للاثنين، منطقيا (والله أعلم)، في القطبين الأولين. ولعل أمل الجماعة يكمن في إعادة ترشيح المنصف المرزوقي للانتخابات الرئاسية رغم ما يرى البعض في ذلك من مكونات المهزلة ومع السؤال الوجودي الذي لا مفر منه: "هل يمكن للمهزلة أن تتكرر؟" (يجيب البعض: "الله والنهضة أعلم").

والتكتل في كل هذا؟

لعله الحزب الذي أدرك أو بدأ يدرك أن علاقته بالنهضة غير طبيعية ولم تكن شرعية، رغم ما يقوم به لتغطية ذلك بتوظيف مكثف لاستكمال الدستور؛ فهو يقوم بين الفينة والأخرى ببعض التحركات تجاه "الأحزاب الديمقراطية" (كما يطيب لها أن تتسمى) قصد مشاريع تكتلات جديدة (قد يطابق عندها الاسم المسمى). إلا أن همه الأول يبدو أنه ينحصر حاليا في الانتخابات الرئاسية، والبقية تأتي بعد ذلك. فالمنافسة شرسة في هذا الميدان وقد يتجاوز حجمها إمكانات المترشح وقدراته، وكذلك مصداقيته التي اهتزت كثيرا في وقت غير بعيد، والتي بدأت تظهر علامات التدارك بصفة تشرع للرجوع إلى حلبة المنافسة.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg