جدد العاهل المغربي، يوم السبت، التزامه بالخيار السلمي ووقف إطلاق النار، في الصحراء الغربية وكذلك التعاون مع بعثة الأمم المتحدة "في نطاق اختصاصاتها المحددة"، لكنه تجاهل اتهامات وجهتها الجزائر مؤخرا.
وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الشعب مساء يوم السبت، بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، التي تم فيها استرجاع الصحراء من الاستعمار الإسباني، إنه يدعم الجهود التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومبعوثه الشخصي من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية، في أسرع وقت ممكن.
جاء خطاب العاهل المغربي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية توترا ملحوظا بعد قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسلسلة من الاتهامات وجهتها له آخرها تحميله مسؤولية مقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف استهدف شاحنات كانت تقوم برحلة بين الجزائر وموريتانيا.
لكن الملك محمد السادس تجاهل في خطابه السنوي اتهامات الجزائر ولم يأت على ذكر القضية.
ويتسق صمت العاهل المغربي بشأن الخلاف مع الجزائر مع نهج المغرب بتجاهل كافة البيانات الصادرة من الجزائر منذ قيام السلطات الجزائرية بقطع العلاقات في شهر أوت.
وتعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في بيان بألا يمر حادث وفاة الرجال الثلاثة "بدون عقاب". لكن المغرب لم يرد رسميا على هذا الاتهام.
والجزائر تقدم الدعم والمساندة لجبهة البوليساريو التي تتنازع مع المغرب على اقليم الصحراء منذ 1976.
وتريد الجبهة الاستقلال التام عن المغرب، بينما يعتبرها المغرب جزءا لايتجزأ من أراضيه.
وقدم المغرب مشروعا للحكم الذاتي لاقليم الصحراء تحت السيادة المغربية، لكن الجزائر والبوليساريو رفضتاه.
وقال العاهل المغربي يوم السبت إن "مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اعترفت في 10 ديسمبر الماضي، بسيادة المغرب على الصحراء مقابل تطبيع المغرب مع إسرائيل.
وقال العاهل المغربي "لقد سجلنا خلال الأشهر الأخيرة، بعون الله وتوفيقه، تطورات هادئة وملموسة، في الدفاع عن صحرائنا".