نحن هُنا أصحابُ الأرض: بابتسامة وهديّة.. درسٌ جديد للعالم من وسط ساحة السرايا
بعد ساعاتٍ من نَشر كتائب الشهيد عزالدين القسام، فيديو يُظهر لحظة تسليم الدُفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين وسط ساحة السرايا بقطاع غزة، وبينما توّجهت منذ الوهلة الأولى، أنظارُ العالم إلى حالة الأسيرات الثلاث وظُهورهن مبتسمات مرتدين أزياء ملونة وبأعناقهن راية فلسطين، وبأياديهن "هدايا تذكارية" من سواعد حُرّاسهن، نجح أيضا مقاتلو القسّام في لفت انتباه العالم وأجهزة كيان الاحتلال على وجه الخصوص، فلم تنجح أسلحتهم المتطورة والفتّاكة، ولا مخابراتهم، بموسادهم وشاباكهم، ولا خُطط نتنياهو الأمنية، وحتى دعم حلفائه بجُسورهم الجوّية المثقلة بالأسلحة الثقيلة والذكية، لم تنجح كُلّها في تشويه صورة عناصر القسّام، فظهروا في أبهى صورهم، في رتل من السيّارات البيضاء، بَياضًا ناصعا لا غُبار عليها، وهي الخارجة للتوّ من الأنفاق ومن تحت الأنقاض.. بأسلحتهم وعتادهم وأزيائهم الجديدة المُوّشحة براية فلسطين، وكأنّ لسان حالهم يقول للاحتلال وللعالم، 'نحن هُنا نَحن أصحاب الأرض، نَحن من نَفرض شروط التفاوض، نحن من نُقرّر أين ومتى وكيف؟
"المقاومة تؤكد بقاءها":
تعليقا على هذه المشاهد، قال الصُحفي رئيس مكتب قناة الجزيرة بغزة وائل الدحدوح، "إنّ كتائب القسّام عادت بكامل هيئتها وسِلاحها، في مشهد لم يكن متوقعًا، و اختيار ساحة السرايا، أهّم موقع استراتيجي في غزة، لتكون مكانًا لتسليم الأسيرات الإسرائيليات، كان من أجل إرسال رسالة رمزية قوية مفادها أنّ المقاومة لا تزال صامدة في قلب المدينة، رغم الدمار الذي لحق بها"، وأضاف "أنّ هذه المشاهد نسفت الرواية الإسرائيلية التي حاولت تصوير غزّة كمكان مُحّطم بلا مُقاومة، مشيرا إلى أنّ "إسرائيل أرادت أن تُثبت أنها دمّرت المقاومة، لكن خروج المقاتلين بسلاحهم وهندامهم المنظم، وسط ترحيب جماهيري، أكدّ عكس ذلك تمامًا".
والدة أسيرة محررة: "ابنتي بحالة صحيّة أفضل بكثير مما توقعنا"
وعن حالة الأسيرة المحرّرة أمس، "إميلي ديماري"، وهي الأسيرة البريطانية الوحيدة في قطاع غزة، نقلت مصادر صحفية عبرية عن أمّها قولها، "أستطيع أن أقول إنّها في حالة صحية أفضل بكثير مما توقعنا".
ما قالته أمّ الأسيرة، أعاد للأذهان، مَشاهدَ وتصريحات مُماثلة لأسرى كانوا لدى عناصر القسّام، ثمّ خرجوا للعَلن وقالوا "أطعمونا من طعامهم وقدّموا لنا الرعاية الطبية"، فكَشَفُوا بذلك نُبل وقيم وأخلاق، المُقَاوَمَة، التي نجحت في إحْرَاجِ الاحْتلال وكَشفت زور إدّعَاءته، وقَدّمَتْ مَرّة أخرى، دَرْسًا لكِيانه المُهتز وللعالم بأسره...
أشرف بن عبد السلام
