وفاة ياسر عرفات.. الأحجية الصعبة


"يريدوني.... إمّا أسيرا أو إمّا طريدا وإمّا قتيلا ....لا أنا أقول لهم شهيدا شهيدا شهيدا...."
بهذه الكلمات تحدّى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات غطرسة الكيان الإسرائيلي المغتصب لأرضه فاستمات في الدفاع عن القضية الفلسطينية و كان شرسا في مواجهة أعتى خصومه الإسرائليين الذي حاولوا جاهدين كتم صوته، الذي ظل عاليا و أعلى حتى من صوت آلة الحرب و الدمار الإسرائلية رغم اتهامه في عدّة مناسبات بإتباع سياسة المُهادنة، وصلت حدّ التخوين.
وفيما لم يُحسم بعد الجدل حول ظروف رحيله الغامضة، تتواصل اليوم في فلسطين فعاليات الذكرى الـ 12 لوفاة الزعيم "أبو عماّر" .
و رغم تسليط عدّة تقارير صحفية استقصائية الضوء على ملابسات وفاته يظل رحيله لغزا محيّرا لم تفلح لجان التحقيق باختلاف جنسياتها في كشف الحقيقة.
حيث كشف تقرير بثّته قناة الجزيرة القطرية وجود "إشعاعات البولونيوم" السامة في ملابس ياسرعرفات من خلال إجراء تحاليل مخبرية قام بها علماء بالمركز الجامعي للطبّ الشرعي بمدينة لوزان السويسرية و معهد الفيزياء الإشعاعية.
و تُسببّ "إشعاعات البولونيوم السامة" تلفا بالأنسجة المحيطة بمكان وجودها بجسم الإنسان دون التسّرب خارجه ممّا يُصّعب عملية اكتشافها ، وحسب شهادة أحد العلماء بمعهد الفيزياء الإشعاعية تمّ العثور على كمية مهمة من هذه الإشعاعات في قبّعة الزعيم الفلسطيني الراحل التي كان يعتمرها قبل مغادرته مدينة رام الله للعلاج خارج الأراضي الفلسطينية.
و كشف التقرير ذاته، وجود "مادة البولونيوم غير المدّعم" وهي مادة مصنوعة في مفاعل نووي، و لم تُعرف هذه المادة السامة إلّا في عام 2006 حين توفي الجاسوس الروسي المنشق " ألكسندر ليتفينينكو" موتا بطيئا في مستشفيات لندن بعد تناوله وجبة اتضح بعد إجراء تحقيقات و تحاليل مخبرية أنّها كانت تحتوي على كمية من هذه المادة التي لا تُرى بالعين المجرّدة و أدّت إلى وفاته.
ساهمت هذه التحقيقات المشفوعة بأدلة علمية في إثبات فرضية أن يكون الزعيم الراحل ياسر عرفات قد قُتل مسموما، خلافا لمحاولات التشكيك في ذلك من خلال بعض التحقيقات الروسية والفرنسية وادّعاءات مسؤوليين إسرائيليين قالوا إنّ سبب الوفاة كان جراء أسباب طبيعية، في انتظار ما ستكشفه النتائج النهائية للجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة الزعيم ياسرعرفات.
تقرير: أشرف بن عبد السلام
تحميل |





مقالات أخرى






