تلميذة كفيفة من سوسة تفوز بالمرتبة الثانية في المسابقة الوطنية للقصة

فتاة صغيرة في التاسعة من عمرها، تشابكت أناملها المرتعشة مع يد والدها، وهي تتأهب لدخول دار المربى بالعاصمة، حيث ينتظم حفل توقيع القصص الفائزة في المسابقة الوطنية للقصة "الأديب الصغير" دورة 2015، لتحظى بالتكريم بعد أن فازت قصتها "علاء يغرس شجرة" المرقونة بطريقة "براي" بالمرتبة الثانية على المستوى الوطني في انتاج القصص باللغة العربية.

ميساء بن ميم، استطاعت بفضل ابتسامتها التي لم تفارق وجهها رغم ألم فقدانها البصر، ان تجذب أنظار الحاضرين إليها وكلهم شغف لاكتشاف هذه الموهبة التي أشاد بها كل من رافقها من العائلة ومن الأسرة التربوية في رحلتها إلى العاصمة قدوما من مدينة سوسة (مدرسة المكفوفين الابتدائية).
استطاعت ميساء ان تسترجع ثقتها في نفسها وان تتجرد من خوفها لحظة تتويجها، لتحمل جائزتها بكل فخر بين يديها، وهي لا تدرك حجم الناس المحيطين بها وسط القاعة، لكنها متيقنة من انها حظيت بمكانة الاديبة الصغيرة في هذا اليوم المميز.
الدورة الثالثة من المسابقة الوطنية للقصة تميزت بمشاركة تلاميذ مدرسة المكفوفين بسوسة ومن بينهم ميساء الفائزة بالمرتبة الثانية. وشاركت ميساء بن ميم في هذه المسابقة بنسختين من قصتها، الأولى مطبوعة باللغة العربية والثانية مرقونة بطريقة "براي"، وتمكنت من الفوز بالمرتبة الثانية عن جدارة على المستوى الوطني، باعتبار أن لجنة التحكيم لم تكن على علم بأن من كتب هذه القصة فاقد للبصر.
أما عن الفائز بالمرتبة الأولى في هذه المسابقة باللغة العربية، فكانت من نصيب التلميذة نور بن معلم أصيلة ولاية صفاقس والبالغة من العمر 6 سنوات، عن قصتها "نور والكتاب"