وزير الفلاحة : تونس بلغت درجة من الفقر المائي تتطلب ترشيد الاستهلاك


أكد وزير الفلاحة سعد الصديق في ندوة صحفية عقدها اليوم بمقر الوزارة أن الموسم الفلاحي لهذه السنة 2015 2016 هي من أصعب المواسم على كل المستويات حيث أثر النقص الكبير في الأمطار خلال أشهر ديسمبر و جانفي و فيفري 2016 أثر سلبا على الزراعات الكبرى البعلية حيث بلغت المساحات المبذورة من الحبوب 1.2 مليون هكتار بنسبة انجاز تقدر ب88% لم يتم حصاد منها الا 777 ألف هكتار أي حوالي 65% من المساحات المبذورة .
وأشاراللصديق إلى أن المخزون بالسدود الكبرى قد بلغ إلى يوم 27 جويلية 2016، 6ر882 مليون متر مكعب وهو أقل بكثير من مخزون السنة الفارطة الذي تجاوز المليار متر مكعب.
واعتبر الصديق أن "الموسم الفلاحي لهذه السنة صعب ولكنه ليس أصعب من المواسم فارطة عاشتها البلاد" ، مشيرا إلى أن الوزارة وضعت خطة لمجابهة نقص الامطار بكلفة جملية بلغت 16.113 مليون دينار ولمدة 5 أشهر (أفريل-أوت 2016).
وتهدف الخطة اساسا إلى إنقاذ قطيع الماشية، الذي يشكل الدخل الرئيسي لولايات الوسط والجنوب، ومساعدة صغار الفلاحين، الذين تضرر العديد منهم نتيجة الجوائح الطبيعية (رياح ..تساقط البرد ...) وإنقاذ الغراسات البعلية خاصة الزياتين واللوز من الاتلاف نتيجة الجفاف إلى جانب تزويد مناطق عديدة بالماء الصالح للشراب.
وقد سجلت مناطق ريفية خاصة في ولاية القيروان مثل منطقة السبيخة نقصا حادا في مياه الشرب أقر به وزير الفلاحة وقال ان الوزارة تعمل مع الجهات المعنية على إيجاد الحلول المناسبة عن طريق تجهيز ابار جديدة أو تحويل المياه من مناطق الشمال وربط بعض المناطق بشبكة مياه الشرب.
وأشار في حديثه عن تراجع منسوب مياه السدود إلى أن سد نبهانة قد بلغ مخزونه 2 مليون متر مكعب وهو "مخزون تقني" لا يجب النزول دونه.
وذكر سعد الصديق بأن تونس، التي تعتمد في جانب كبير على الزراعات المطرية من البلدان، التي تعيش تحت خط الفقر المائي (حصة الفرد تقدر ب460 متر مكعب مقارنة ب1000 متر مكعب معدل حددته الامم المتحدة لقياس الفقر المائي) "ويجب أن تتعامل مع هذا المعطى من خلال التصرف الرشيد كميا ونوعيا"، مشيرا إلى أن الخطوط الكبرى للخطة الوطنية في هذا المجال تتجه إلى إحكام التصرف في منظومات المياه في الشمال وتحويل جزء من مياه السدود في الجهة إلى المناطق التي تحظى بموارد اقل إلى جانب الاعتماد على مشاريع تحلية المياه.



