البوسنيان المتهمان باغتيال الشهيد محمد الزواري : من هما؟

قضت محكمة كرواتية الأسبوع الماضي بتسليم مواطن بوسني يشتبه في قيامه باغتيال المهندس الشهيد التونسي محمد الزواري فيما رفضت تسليم المتهم الثاني.

وقد اعتبر موقع الصحيفة العبرية "مكور ريشون" ذات التوجه اليميني الصهيوني أن ما وقع يعتبر بداية أوامر اعتقال دولية مرتبطة بجوازات سفر من منطقة البلقان وقد تكشف عن نشاط الموساد الصهيوني بخصوص استعانته بمصادر أجنبية لتنفيذ عمليات الاغتيال، بحسب ما جاء في ترجمة نقلتها تقارير فلسطينية.
وكتبت بازيت رابينا في تقريرها في التفاصيل أن المتهم الأول البوسني آدم شامزيتش كان بصدد مغادرة كرواتيا في طريقه إلى سراييفو عندما انتظرته مفاجأة غير سارة في مطار زغرب الكرواتي تتمثل في مذكرة توقيف دولية صادرة عن الانتربول.
آدم شامزيتش
يبلغ آدم شامزيتش من العمر 46 عامًا، ولد في صربيا لعائلة مسلمة و عند الانتهاء من دراسته التحق بأكاديمية الشرطة في سراييفو، وعندما اندلعت الحرب الأهلية في البوسنة في أوائل التسعينيات، جند شامزيتش في الجيش البوسني.
وكانت له فيديوهات على اليوتيوب اختفت مباشرة بعد اعتقاله. ووفقا لمقال على موقع "مجلة إنتر" البوسنية، انضم إلى شركة "إسرائيلية" لبيع معدات الاتصالات في البوسنة.
وكانت محطته التالية شركة أمريكية متخصصة في توظيف وتدريب المتخصصين في الجيش البوسني، كجزء من اتفاقات السلام الموقعة في المنطقة. وكانت المرحلة التالية هي الانتشار في العراق. حيث كان يعمل لحساب الأمريكيين.
وفي الأسبوع الماضي، قررت المحكمة أن الشروط القانونية لتسليم شامزيتش إلى تونس قد استنفدت. وخلال جلسات الاستماع، حاول محامي شامزيتش الاقناع أنه بصفته عضواً في الاتحاد الأوروبي، فإنه يمنع تسليم موكله إلى بلد قد يصدر في شأنه حُكم الإعدام.
لكن المحكمة دققت في القضية، وخلصت إلى أنه منذ 2015 تم تخفيف عقوبة الإعدام في تونس إلى السجن مدى الحياة وبالتالي لا مانع من تسليمه. ولا يزال شامزيتش يمتلك الحق في الاستئناف.
متهم ثان 
وبالإضافة إلى المتهم الرئيسي شامزيتش، ظهر متهم ثان حيث أعلنت الحكومة البوسنية عن اعتقال ألفير شاراتز، ويبلغ من العمر 38 عاما، ويشتبه في مساعدته لشامزيتش في عملية الاغتيال.
وهو أيضاً جندي محترف، وعمل لدى شركة DynCorp، وهي شركة دفاع أمريكية، ولديه سجل من السلوك غير المنضبط عندما كان يعمل جنديا في وحدة الإرهاب في الجيش البوسني، ثم خبيرا في شؤون الأمن. وقد اعتقل شاراتز الثلاثاء الماضي لكنه أطلق سراحه بعد أن اتضح أنه لا يوجد اتفاق لتسليم المجرمين بين البوسنة وتونس. واعترف شاراتز بالمناسبة أمام المحكمة أنه كان بالفعل في تونس وقت اغتيال الزواري، لكن الأمر كان من باب المصادفة. وقال إنه ذهب إلى تونس للعمل.
ويلاحظ التقرير أن السلطات التونسية تعمل بهدوء خلف الكواليس لتتمكن من تحديد هويات القتلة البوسنيين بعد استنفاد التحقيقات وتنفيذ الإجراءات الدولية اللازمة، ومطالبة الإنتربول بإصدار مذكرة توقيف دولية ضد القتلة.