أحداث ساقية سيدي يوسف : الملحمة التي وحدت شعبين


تحيي تونس والجزائر، اليوم 08 فيفري2018 الذكرى 60 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي جدت في 8 فيفري 1958 و التي جاءت كرد فعل للدعم التونسي للثورة الجزائرية، و سقط فيها العديد من الشهداء الجزائريين والتونسيين ، وامتزجت فيها دماء الشهداء من تونس والجزائر أيام الكفاح المشترك ضد المستعمر الفرنسي.
العدوان و نتائجه
تعرضّت ساقية سيدي يوسف صبيحة يوم الثامن فيفري 1958 لعدوان جوّي فرنسي و بدأت الغارة الفرنسية على القرية بعد إعطاء قيادة القوات الجوية الفرنسية أوامرها وبما أن ذلك اليوم كان يوم عطلة وسوق ويتم خلاله أيضا توزّع المساعدات على اللاجئين الجزائريين من طرف الهلال الأحمر الجزائري والصليب الأحمر الدولي فقد كانت الخسائر كبيرة ووصفت بالمجزرة الرهيبة إذ بلغ عدد القتلى 79 من بينهم 11 إمرأة و 20 طفلا،وأكثر من 130 جريحا ،إلى جانب التدمير الكلي لمختلف المرافق الحيوية في القرية.
وكان الهدف من هذا العدوان ضرب الدعم العربي للثورة بإعتبار تونس في مقدمة الدول المدعمة للثورة .وحاولت السلطات الفرنسية تبرير عدوانها بحجة الدفاع عن النفس ،وأنها إستهدفت المناطق العسكرية .
أمّا جبهة التحرير الوطني فأعربت عن تضامنها مع الشعب التونسي ،وقدمت لجنة التنسيق والتنفيذ في برقية لها تعازيها للشعب التونسي، وأعلنت إستعدادها لوضع قواتها إلى جانب القوات التونسية للتصدي للعدوان الفرنسي. كفاح شعبين
تمثل أحداث ساقية سيدي يوسف أحد رموز الالتحام والنضال المشترك للشعبين الجزائري والتونسي في سبيل التحرر، ولم تفلح وسائل الاستعمارية الفرنسية من أن توقف دعم الأخوة الأشقاء للثورة رغم أنها اعتمدت أبشع أساليب الاستدمار من خلال قصف مدنيين عزل والنتيجة التي جاءت بها تلك الجريمة أنها زادت من تعاطف الشعب التونسي ودعمه للثورة التحريرية الجزائرية.
لقد امتزجت في أحداث ساقية سيدي يوسف في الثامن فيفري سنة 1958 دماء الجزائريين ودماء التونسيين من أجل هدف مشترك وهو الحرية والكرامة، ولم يزد تلك المجزرة التي ارتكبها الاستعمار سوى من إصرار الشعبين على مواصلة الكفاح جنبا إلى جنب في روح من التآزر والتضامن.
مشاركة جزائرية واسعة في الاحتفالات
تمثل هذه الذكرى مناسبة لتنظيم عدة تظاهرات ثقافية ومنها عروض موسيقية وفنية وعرض فني خاص بساحة الفنون ومسرحيات تونسية وجزائرية إلى جانب يوم تنشيطي مفتوح لأطفال الساقية ويوم دراسي حول إيجاد استراتيجية تونسية جزائرية لتنمية المناطق الحدودية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، مع عرض جملة من التجارب لبعث مشاريع من طرف الجمعيات الخاصة وإقامة الزيارات للإطلاع على التجارب التنموية في البلدين.



