أستاذة في علم الاجتماع تدعو لإحداث مراكز ايواء لأطفال التوحد بعد وفاة الوالدين

أوصت الاستاذة والباحثة في علم الاجتماع بجامعة تونس، رانية غويل، خلال مشاركتها افتراضيا في ملتقى دولي علمي بالعراق يومي 18 و 19 سبتمبر الجاري بعنوان "اضطراب التوحد هذا المعلوم المجهول بين: اشكاليات الفهم والتشخيص والتكفل" باحداث مراكز ايواء أطفال التوحد بعد وفاة الوالدين وغياب العائل وذلك لتغير العلائق الاسرية في المجتمع .

وأوضحت، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء بخصوص مداخلتها التي مثلت فيها جامعة تونس في الملتقى العلمي بعنوان " واقع الدمج المدرسي لاطفال التوحد في تونس"، أن الوالدين في أغلب الاحيان يكونان العائل الوحيد لاطفال التوحد وبفقدانهما يبقى مصيرهم مجهولا ويتعرضون للاهمال والايداع بالمستشفى لفترة من الزمن ثم بمراكز ايواء بسبب تخلى الاهل عنهم بغياب الوالدين.
وأبرزت القلق والتوتر الذين تعيشه اغلب الاسر التونسية حول مصير طفل التوحد بعد وفاة العائل.
ولاحظت أنه انتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة التشرد للاشخاص ذوي الاعاقة الذهنية خاصة في صفوف النساء مما يعرضهم للاستغلال الجنسي، مفسرة ان هذا الحال يمكن ان يكون مماثلا لاطفال التوحد بفقدان عائلهم أو عندما يتقدمون في العمر.
وتطرقت في المداخلة الى عدم التكامل بين المفاهيم المرتبطة بالتوحد (حقوق الطفل وحقوق الانسان والعدالة وحق الاختلاف) بالواقع الموصوف بالمهمش والمقصي في تونس كما هو في العالم.
وبيّنت غياب التشريعات القانونية الموجهة خصيصا لطفل التوحد وعدم وجود احصائيات رسمية مما يجعل دور الدولة غائبا في رعاية طفل التوحد ناهيك عن الصعوبات التي تعيشها الاسرة قبل التشخيص وعند التشخيص بسبب عدم الالمام بالجهات المختصة فضلا عن غياب الاحاطة النفسية بالاسرة والاعباء المالية للتكفل بطفل التوحد.
واعتبرت ان تونس بعد ما ارست برنامج الدمج المدرسي في 2003 تأخرت في الاحاطة بطفل التوحد في مراحل تعليمية اخرى الى ان تولت وزارة الاسرة والمراة والطفولة وكبار السن في سنة 2022 ادماج اطفال التوحد في المرحلة ما قبل المدرسية.
وقالت إن "تونس تعتمد على احداث برامج دون ان تتولى تحضير آليات لانجاح هذه البرامج".
ويتمظهر هذا في غياب المرافق المدرسي المنتدب من وزارة التربية واطار تربوي غير متكون فضلا عن الوصم الذي يعيشه طفل التوحد.
ودعت في ختام مداخلتها الى توفير بطاقة توحد لطفل التوحد دون بطاقة الاعاقة المعمول بها حاليا واحداث مراكز مختصة عمومية لادماج اطفال التوحد والتكفل بهم وتحسيس المراة الريفية بمفهوم التوحد وتوفير مرافقين مدرسيين.
يذكر أن الملتقى العلمي التأم بمشاركة 25 متدخلا من تونس والجزائر وليبيا والعراق وتمحورت مختلف المداخلات حول الواقع والتشخيص والتكفل والعلاج واساليب مواجهة الضغط النفسي لدى الاولياء واهمية دور الدعم الاجتماعي لاطفال التوحد والصعوبات.