الباجي قايد السبسي : "ليس لأي طرف حزبي الحق في ادعاء تمثيل الإسلام"


قال رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي "إن التحديات التي تواجهها المنطقة العربية غير مسبوقة في تنوعها وخطورتها وهي تزداد وطأة بفعل ما استجد من تهديدات، أهمها تأجيج الفتن الطائفية وتدافع الإستقطاب الدولي والتناحر الداخلي على أساس الهوية والإنتماء المذهبي والعقائدي والعرقي والسياسي"، معتبرا أنه "ليس لأي طرف حزبي الحق في آدعاء تمثيل الإسلام".
واعتبر رئيس الدولة في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب، ظهر اليوم بمقر المجلس بالعاصمة، أن هذه العوامل مجتمعة مثلت تربة خصبة لتمدد الجماعات المسلحة وخاصة تنظيم "داعش".
وأوضح أن هذه التحديات تفرض التنسيق اليومي بين المؤسسات الأمنية والتحديث المستمر للاستراتيجية العربية في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب وغيرها من الجرائم. كما شدد على "ضرورة أن يسن الجميع قوانين تجرم الإلتحاق بالميليشيات الإرهابية وأن يعملوا على تجفيف منابع تمويلها وعلى منعها من استخدام تكنولوجيات الإتصال الحديثة وشبكات التواصل الإجتماعي في عمليات التخريب التي تقوم بها، بما في ذلك التأثير على الشباب للزج به وقودا في بؤر التوتر والإقتتال".
وقال قايد السبسي "إن الدول العربية، مدعوة لزاما، إلى الإنخراط الكامل في تسوية النزاعات التي تخترق مجالاتها الحيوية والمعالجة المتضامنة للأسباب التي يتغذى منها الإرهاب وخاصة تدني مستويات التنمية وارتفاع نسب الفقر والبطالة وتفشي ثقافة الغلو والتعصب والكراهية والتشويه الممنهج للدين الإسلامي الحنيف".
وبخصوص الوضع الداخلي، أشار قايد السبسي إلى أن "تونس كغيرها من البلدان العربية، تواجه مخاطر غير مسبوقة تهدد أمنها القومي وتستهدف استقرارها السياسي"، معتبرا أن "تدهور الوضع في ليبيا، يمثل تهديدا مباشرا لتونس التي تعد أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة في هذا البلد الشقيق".
وفي سياق متصل بين قايد السبسي، أن "تونس ومن منطلق وعيها بأن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود الوطنية، تهدد الأمن والإستقرار في العالم، انضمت إلى التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، كإطار مشترك للعمل في مجابهة التطرف المسلح، إلى جانب انخراطها في مبادرة المملكة العربية السعودية بإنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب".
وبعد أن شدد على "ضرورة التمسك بأن الدين لله والدولة للجميع"، آعتبر رئيس الجمهورية أنه "ليس لأي طرف حزبي الحق في آدعاء تمثيل الإسلام أو احتكار النطق باسمه أو الإتجار به لأغراض سياسية".
وقال في جانب آخر من كلمته: "بما أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، يتحتم أن تظل القضية الفلسطينة بوصلة النظام الإقليمي العربي، باعتبارها مفتاح الأمن والسلم في المنطقة والعالم وذلك من خلال الإلتزام بدعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني واستغلال زخم الإجماع الدولي حول حل الدولتين وتزايد الإعتراف بالدولة الفلسطينية، للدفع بهذه القضية إلى واجهة الإهتمام الدولي وإيجاد حل نهائي ضمن إطار زمني محدد".



