Français|

الاستقبال >أخبار >مشاهير

مشاهير2025/08/07 17:22

الشامي: قصة إنسانية مؤثرة.. من ويلات الحروب إلى أضواء الشهرة

الشامي: قصة إنسانية مؤثرة.. من ويلات الحروب إلى أضواء الشهرة


إسمه الحقيقي عبد الرحمان فوّاز، سوري الجنسية، هاجر من سوريا في عمر 9 سنوات وأصبح لاجئا في تركيا، ثمّ تنقل في عدّة دول عربية وأوروبية، إلى أن حطّ الرحال في لبنان، اكتسح إسمه الساحة الفنيّة واخترقت أغانيه حاجز مئات ملايين المشاهدات في مدّة قصيرة، وأثار جدلا واسعا وصخبا مُدّويا في الأوساط الفنيّة والمسارح، بلغ صداه مسرح قرطاج.. إنّه الفنّان السوري "الشامي".

في حديث مع الإعلامي التونسي هادي زعيّم في بودكاست "انعكاس"، عاد عبد الرحمان، بذكريات الطفولة إلى حارات العاصمة السورية دمشق، مرورا بسنوات الحرب ولُجوئه في تركيا وما تعّرض إليه من مواقف صعبة، صقلت شخصيته وجعلت منه "الشامي" الفنّان، وُصولا إلى عالم الشهرة والنجومية.

لماذا إسم "الشامي"؟
وردّا على سؤال حول سبب اختيار "الشامي" كإسم للشُهرة، قال عبد الرحمان، "خلال السنوات التي قضيّتها لاجئا في شرق تركيا، تعرضّت لعدّة مواقف عنصرية، لم أشعر أبدا بالانتماء إلى هذا البلد، وكانوا يطلقون عليّا إسم "الشامي" كنوع من الوصم، فقرّرت حينها أن أحوّل هذا الشعور بالإهانة إلى تَحدّ، مضيفا بالقول "تِتّعنصرو عليّا بـ"الشامي".. راح إبقى مشهور بنفس الإسم".
وأضاف، متحدّثا عن موقف عائلته من اختياره مجال الفنّ: "بسبب وضعية اللجوء في تركيا، أُجبر أبي على بداية حياة جديدة، حتى يضمن لُقمة العيش لأفراد عائلتي، وفي تلك الفترة كُنت شغوفا بالموسيقي وراودني حُلم.. كنت مُؤمنا بتحقيقه ذات يوم.. لم يكن من السهل أبدا، أن أقنع أبي وعائلتي بالخوض في تجربة موسيقية، في ظل وضعيتنا الاجتماعية الصعبة جدّا، لكنّني تشبّثت بحُلمي حتى في أصعب مراحل حياتي، وأجبرت على العمل في أكثر من شغل، ومُمارسة الموسيقى في نفس الوقت".

"حالة التشتّت في الهُوّية ولا انتماء"
و قال الشامي "إنّ حالة التشتّت في الهُوّية ولا انتماء وتعدّد الثقافات واللهجات، جعلته يتشبع بعدّة أنماط موسيقية على اختلاف المجتمعات العربية والغربية التي اختلط بها وانغمس فيها وعاشرها لسنوات، فكانت موسيقاه عبارة عن مزيج من هذا التنّوع والاختلاف"، حسب تعبيره.
"لم أكن الأذكى بل كنت الأكثر جرأة":
وأضاف "لم أكن الأذكى بل كنت الأكثر جرأة لأخوض تجارب موسيقية جديدة وألامس أنماطا جديدة تقطع مع الصورة التقليدية التي ارتبطت في أذهان الأجيال السابقة، وكسرت قواعد الكتابة والتلحين وخلقت أسلوبا مختلفا..طُلب منّي خلال حفل في لبنان أن أغنّي مصحوبا بفرقة موسيقية فرفضت.. هذا أنا وهذه روحي الموسيقية التي وَصلت إلى جمهوري بأسلوبي.. لست مجبرا على أن أكون امتدادا لمدارس موسيقية سابقة ..أحاول أن أكوّن مدرستي الموسيقية الخاصة، وسأنجح في ذلك".

تعليقا على أسلوبه الغنائي، الذي وُصف بالاستثنائي، قال الشامي "إنّه لا ينتمي إلى عائلة موسيقية، لم يلتزم بأيّ قاعدة في الكتابة أو التلحين، بل كان مستمعا جيّدا وحاول إتقان تقنيات الموسيقى، كان فقط يكتب ويُلحّن ما يشعر به، مستحضرا كلمات إحدى أغانيه قال فيها:
شوق المطر للأرض مشتاق لـ شوفك
ما فيي أنتمي للويل
طب قول أنتمي لـ وين؟
مالي أرض يما رفضتني السما ياغييم
هي أزمة انتماء شاب الشعر يما!
صرنا عبىء على الناس وهالأرض رفضتنا
قال متحدّثا عن هذه الكلمات، " شبّهت المنطقة التي كُنت أعيش فيها وشَهدت حروبا بالويل، وحاولت نقل ما أشعر به وما يُعايشه أكثر من 15 مليون لاجئ سوري أينما كانوا، من مشاعر وأحاسيس عبر كلمات.. عشت لحظات مؤلمة بكيت فيها بحُرقة بسبب وضعيتي كلاجئ ..ليس من حّق أي شخص أن يظلمك من أجل جنسيتك.. هنالك قالب مُعيّن للجوء وُضع فيه أبناء بلدي جرّاء الحرب.. عانيت كثيرا من أذى معنوي بسبب شعوري بالدونية وتمتّ معاملتي أقل من الناس العاديين، فقط لكوْني لاجئ سوري".

الفنّان الحقيقي يجب أن يدافع عن قضيّة:
وقال الشامي، بعد نجاح أغنية "شيل" التي تحدّثتُ فيها عن وضعية اللجوء وكتبتها بكُلّ حُرقة، أدركت فعلا أنّ الجمهور الذي يُشاطرني الألم والمعاناة هو نفس الجمهور الذي منحني الدافع والثقة التي جعلتني أروي قصّتهم... وانتابني شعور منذ تلك اللحظة، بأهمية الموسيقى التي أنتجها مضيفا بالقول، "أنا مؤمن بأنّ الفنّان الحقيقي يجب أن يُدافع عن قضيّة وتكون وراءه قصّة إنسانية مُلهمة، يُعبرّ من خلالها على تجارب عاشها ويُترجم ذلك إلى عمل موسيقي والجمهور له قدرة على الشعور بإحساس الفنّان الصادق النابع من حزنه أو فرحه..طيلة حياتي لم أتابع فنّانا بغرض موسيقاه فقط... كنت دائما أبحث عن قصّته.. لأنّ الفنّان الحقيقي يحكي مشاعر وعاطفة عاشها".

واجهت الموت ولم أعد أهابه:
مستحضرا بعض المشاهد العالقة في ذهنه من سوريا، قال الشامي، كنت قريبا من الموت عدّة مرّات في حياتي، لكن الأقرب كانت تلك اللحظة في سنّ التاسعة في سوريا، حيث نجوت من موت محقق أثناء محاولة تفكيك عبوة ناسفة انفجرت تحت منزلي.. كُنت رفقة أمّي وأفراد عائلتي.. شاهدت الدم والأشلاء.. لم أفكر في نفسي بل كان تركيزي على أفراد عائلتي.
متحدّثا عن الحرب قال الشامي، "الحرب لدرجة بشاعتها، لا تُوّلد حزنا بل تقتل في داخلنا أشياء، تُفقدك الشعور بالخوف وتجعل منك إنسانا قوياّ لا يبالي وجاهزا للموت، وهو ما ينعكس على عملي الفني.. في صورة فشلت في أغنية عادي.. أنتج 10 أغاني جديدة المهم أواصل..
وردّا على سؤال تعلق بالجدل الذي أثير حول تصرفات بعض المعجبات على خشبة المسارح، قال الشامي، إنّه استغرب في البداية من تصرفات البعض منهن، وطرح في بداية ملاحظته هذا التصرف، عدّة أسئلة من بينها، هل لهذه الدرجة نجحت في إيصال مشاعري لجمهوري؟ لماذا كلّ هذا الحبّ الاستثنائي؟ لماذ كلّ هذا الإعجاب؟ ثمّ قرّرت في لحظة، أن لا أعيد طرح هذا السؤال، حتى لا أصاب بالغرور، وأشعر فقط بمدى حبّ الجمهور لي وفي المقابل كنت حريصا على الشعور بمسؤولية هذه الإعجاب، حسب تعبيره. 



أشرف بن عبد السلام

الطقس

اليوم 08.08.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg