Français|

الاستقبال >أخبار >وطنية

وطنية2016/04/05 16:54

الصغير أولاد أحمد : مسيرة حافلة بالشعر

الصغير أولاد أحمد :  مسيرة حافلة بالشعر

فقدت تونس، الشاعر التونسي الكبير الصغير أولاد أحمد، الذي وافاه الأجل المحتوم عشية اليوم الثلاثاء عن سن يناهز 61 عاما، إثر مرض عضال ألم به في الفترة الاخيرة.

ولد فقيد الشعر التونسي، يوم 4 أفريل 1955 بمدينة سيدي بوزيد، عاش في بيئة قاسية في فترة خروج الاستعمار الفرنسي وبدايات تكوين دولة الاستقلال. عمل الصغير أولاد أحمد منشطا في دور الشباب وملحقا ثقافيا بوزارة الثقافة، قبل أن يؤسس ويترأس "بيت الشعر" من سنة 1993 إلى سنة 1997، كما عمل في عدة صحف محلية ودولية.
بدأ تجربة الكتابة الشعرية في سن 25 في أواخر السبعينات بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس، ودافع منذ زمن طويل عن الحرية والكرامة الانسانية ضد القمع والاستبداد. كتب أول ديوان شعري سنة 1984 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وقد كشف الديوان ملامح شاعر غاضب وثائر ضد السلطة، مما جعل النظام التونسي آنذاك يمنع توزيع ديوانه الذي بقي ممنوعا حتى سنة 1988.
رسالته الشهيرة
في بداية فترة بن علي واصل النظام ملاحقته للشاعر وطرده من عمله، مما دفعه للسفر الى فرنسا. وقد عاد مطلع التسعينات الى تونس بفكرة تأسيس بيت الشعر. حاول نظام بن علي أن يكسب ود الشاعر بمنحه وسام الاستحقاق الثقافي عن فكرة تأسيس بيت الشعر، لكنه رفض تسلم الوسام سنة 1991، وكتب رسالته الشهيرة إلى الرئيس معتذراً عن قبول وسامه، مطالباً بسخرية بثمن ربطة عنق وبذلة جديدة حتى يكون في مقام الرئاسة، واقترح مستشارو الرئيس المخلوع أن تعمل السلطة على انخراط أولاد أحمد في الحياة العامة.
في خريف 1993 أسس «بيت الشعر» الذي يعتبره إحدى مجموعاته الشعرية، لكنّ المنصب الجديد لم ينجح في تدجينه.
لعبته المفضلة
بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم، تحول أولاد أحمد إلى «قائد ميداني» للمعارضة العلمانيّة. صارت معركته هي التحريض على العصيان، لأن الثورة خاضها الناس من أجل الحرية، لا من أجل العودة إلى الكهوف. وكان ظهوره على قناة  لقراءة قصيدته «جواب الشرط» كافياً لتجييش السلفيين. اعتدوا عليه وهو منهمك في لعبته المفضلة الورق، ثم لاذوا بالظلام الذي يعرفونه جيداً.
من أبرز ما قاله أولاده أحمد حول علاقته بالشعر كان: "لقد خسرت كل شيء من أجل الشعر، الكتابة هي مهنة الخسارة. ضحّيت بابني ناظم، وعائلتي وأمي وقبيلتي، ومنحت نفسي للكتابة. في الشعر لا يمكن أن تكون محايداً: إما أن تختار الشعر، أو تبقى مواطناً صالحاً يعتني بالعائلة والأصهار، ويشاهد المسلسلات العربية، ويشرب الشاي بهدوء"..

وكالات

الطقس

اليوم 27.06.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg