تعزيز التسامح ومواجهة خطاب الكراهية على الإنترنت : مشروع "معًا من أجل واب متسامح وخالٍ من الكراهية"


في ظل التحديات التي تواجه مجتمعاتنا جراء تنامي ظاهرة خطاب الكراهية على الإنترنت، أطلقت جمعية صوت الطفل الريفي بمدنين مشروعًا بعنوان "معًا من أجل واب متسامح وخالٍ من الكراهية".
يهدف هذا المشروع إلى تعزيز قيم التسامح والحوار والتصدي لخطاب الكراهية عبر الإنترنت من خلال أنشطة متنوعة ومبادرات مبتكرة طالت فئات مختلفة من المجتمع.
طوال أربعة عشر شهرًا(14)، ركز المشروع على بناء قدرات الأفراد والمجتمعات المحلية.، حيث شارك ستون (60)مربيًا في دورات تكوينية تعلّموا من خلالها كيفية التعامل مع خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح.
كما شمل المشروع تكوين ثلاثين(30) إطارًا من المؤسسات العمومية، بهدف تمكينهم من أداء دور فعال في تعزيز التعايش السلمي في بيئاتهم المهنية.
ولم يتوقف المشروع عند هذا الحد، بل سعى لإشراك أربعين(40) قائدًا من قادة المجتمعات المحلية، إلى جانب صحفيين وفاعلين في المجتمع المدني، في جلسات تعليمية تهدف إلى نشر التوعية والتصدي لخطاب الكراهية على الواب.
ولتوسيع نطاق التأثير، تضمن المشروع تعزيز قدرات ثلاثين(30)مشرفًا على المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعدهم على فهم كيفية إدارة المحتوى والتصدي لخطاب الكراهية بطرق فعالة. أما بالنسبة للأجيال الناشئة، فقد نظم المشروع حصصًا توعوية استفاد منها أكثر من ألف ومئتي (1200) تلميذ، حيث تم توجيههم حول الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.
ومن بين أبرز إنجازات المشروع كان إطلاق منصة Hate Crusher الرقمية، التي تعدّ أداة مبتكرة للتبليغ وجمع خطابات الكراهية. عبر هذه المنصة، تمكن ثلاثون(30) وكيلًا محليًا في ولايات مدنين، قابس، قفصة، قبلي، وتطاوين من جمع أكثر من خمسة وثلاثين ألف(35.000) خطاب كراهية من وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يقتصر دور المنصة على ذلك، بل صاحبها حملة رقمية شاملة شملت إنتاج واحد وثلاثين(31) ومضة توعوية وثلاثين(30) بودكاست، كلها تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بخطورة خطاب الكراهية وأهمية مواجهته.
بالإضافة إلى ذلك، أُنتج دليل تربوي باللغتين العربية و الفرنسية تحت عنوان "ابحر بلا كراهية"، صُمّم لتوجيه الأجيال القادمة نحو استخدام الإنترنت بطريقة آمنة ومسؤولة.
وفي إطار الجهود الجماعية لمكافحة الكراهية، نظمت الجمعية ورشة عمل بعنوان "بلورة خطة إستراتيجية للتصدي لخطاب الكراهية عبر الإنترنت".
خلال هذه الورشة، التي امتدت على مدار ثلاثة (3) أيام من الأول إلى الثالث من نوفمبر 2024، اجتمع مائة وخمسون(150) مشاركًا من مختلف الولايات والقطاعات، من بينهم ممثلو السلطات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وخبراء في الأمن الرقمي.
قاد هذه الورشة خمسة خبراء متخصصين في المجالات الاجتماعية والإعلامية والقانونية والتربوية. وأسفرت الورشة عن صياغة خمس(5) خطط استراتيجية شاملة للتصدي لخطاب الكراهية الإفتراضي في المجالات التالية: المجال الاجتماعي والإعلامي والقانوني والتربوي و الأمن الرقمي.
واختُتم المشروع بلقاء تقييمي استمر من السادس والعشرين حتى الثلاثين من ديسمبر 2024.
حضر هذا اللقاء جميع الشركاء والجهة الممولة، حيث تمت مناقشة الإنجازات التي حققها المشروع على مدار أربعة عشر(14) شهرًا.
كما كان اللقاء فرصة لتبادل الأفكار الإبداعية وصياغة مشاريع مستقبلية تهدف إلى استمرار جهود مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز قيم التسامح والحوار.



