توتر واتهامات متبادلة بين أعضاء كتلتي "الدستوري الحر" و"الكرامة"

فقد طالبت رئيسة كتلة الدستوري الحر، عبير موسي، في نقطة نظام، باستدعاء النيابة العمومية وفتح تحقيق فيما تعرضت له صحبة أعضاء كتلتها عند دخول قاعة الجلسات العامة من "اعتداء لفظي ومادي" من قبل عائلات عدد من شهداء الثورة وجرحاها، وفق تعبيرها.

واعتبرت أن بعض النواب يسعون إلى تأليب الشعب ضد بعضه البعض، محملة رئاسة المجلس وبعض النواب المسؤولية في إدخال من وصفتهم بـ"ممثلي رابطات حماية الثورة" إلى رحاب المجلس.

وساندها النائب محمد كريم كريفة، عن نفس الكتلة، في مطلبها بضرورة حضور النيابة العمومية، متهما النواب المساندين لعائلات شهداء الثورة وجرحاها بالتهاون في إيجاد حل لهذا الملف.

من ناحيته، اعتبر رئيس كتلة ائتلاف الكرامة، سيف الدين مخلوف، أن عبير موسي، التي قال إنها "موجودة بالبرلمان بفضل تضحيات الشهداء والجرحى"، استفزت عائلاتهم برفضها أمس قراءة سورة الفاتحة على أرواحهم وخروجها من الجلسة العامة، متهما إياها وحزب التجمع المنحل بمشاركة الرئيس الأسبق بن علي وتحريضه على قتل الأبرياء إبان الثورة، وفق تعبيره.

بدوره، شكك النائب عن كتلة ائتلاف الكرامة نضال السعودي في رواية عبير موسي، وقال إن زميلته استفزت عائلات شهداء الثورة وجرحاها وسخرت منهم بعد أن أهانتهم أمس برفضها قراءة الفاتحة على أرواح أبنائهم، مشيرا إلى أنه كان حاضرا عند حصول ما قالت عبير إنه اعتداء وأنه يملك مقاطع فيديو تثبت عكس ما ادعته زميلته.

أما النائبة عن حركة الشعب ومحامية شهداء الثورة وجرحاها ليلى الحداد فقد اعترتها حالة من التشنج الواضح، حيث دعت عبير موسي إلى احترام حق عائلات شهداء الثورة وجرحاها في التنديد بما اقترفته يوم أمس مثلما كان لها الحق في التعبير عن رأيها، واتهمتها بلعب دور الضحية فيما كانت في السابق "تعمل تحت راية نظام قتل الأبرياء من الشمال إلى الجنوب"، وفق تعبيرها.

كما عبر عدد آخر من النواب عن امتعاضهم من المشهد البرلماني الحالي ومما اعتبروه سعيا لتعطيل عمله.

فقد دعا محمد القوماني (كتلة النهضة) إلى وضع حد لما تقوم به عبير موسي في كل جلسة عامة، مطالبا كل من له معركة خارج إطار رهانات الشعب أن يخوضها في مكان آخر غير قاعة الجلسات.

من جانبه دعا النائب أحمد عياد (غير المنتمين) إلى تطبيق مقتضيات الفصل 133 من النظام الداخلي للمجلس على من أسماهم "شرذمة من النواب تسعى إلى تعطيل سير الجلسات العامة".

وقد ثارت عبير موسي وقاطعت كل من تكلم بعدها وأصرت على احضار النيابة العمومية قبل استئناف الجلسة العامة المخصصة لعرض ومناقشة مشروع قانون يتعلق بالترخيص للدولة بالاكتتاب في الزيادة العامة الخامسة في رأس مال البنك الاسلامي للتنمية.

في المقابل أصرت رئيسة الجلسة سميرة الشواشي على استئناف الجلسة وعدم السماح بأية نقطة نظام واكتفت برفع مسألة ما حصل اليوم أمام قاعة الجلسات العامة إلى مكتب المجلس.

يذكر أن عددا من المحتجين من عائلات شهداء الثورة وجرحاها رفعوا شعار "ديغاج" (ارحل) في وجه رئيسة ونواب كتلة الدستوري أمام مدخل قاعة الجلسات بمجلس نواب الشعب، مما أحدث حالة من التشنج داخل البرلمان، معتبرين أن ما قامت به عبير موسي من رفض لتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة أثناء جلسة يوم أمس "استفزاز لمشاعرهم وإهانة للثورة".