الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2018/01/15 09:45

ثورة...وبعد

ثورة...وبعد

بقلم سعد برغل


حزين هذه الأيام لأني فقدت قدرتي على السخرية من للعالم، كنت إلى حين من الدّهر أموت ضاحكا من منظر السياسيّين وهم يتفاحصون ويرفعون أصواتهم عندما تعوزهم الحيلة، 

كنت أشاهد الواحد منهم وأتخيّله حمارا ببرّ الجريد، من غابة إلى غابة، ومن نخلة إلى نخلة ومن محراث إلى محراث، يعمل طول النهار ولا ينال من الأكل إلاّ القليل ولا يصيب من الماء إلاّ يسيرا، تصوّروهم من باب الخيال فقط أحمرة وبغالا وجمالا وكلابا وأبقارا وثيرانا وجرذانا وفئرانا وخنازير، وعندما يسرح بي الخيال في حَيْوَنة سياسيّينا يستبدّ بي أسف شديد لخلوّ الغابة من جمالية بعض الوحوش وبهائها، فمثلا لم أعثر إلى حدّ الآن لمن أتصوّره أسدا، هزبرا ضرغاما، ولم أعثر على كلاب وفيّة من نوع نادر يكون جديرا بمحميّة حيواناتي السياسيّة، طبعا ستصطدمون مثلي عندما تضعون بعض سياسيي الزمن الكلب في حديقتنا بأنّ السواد الأعظم منهم ينتمي إلى فصيلة أمّ آوى مخادعة وتزلّفا وغدرا، وأنّ القليل منهم ذئبيّ الملامح لأنّه لا انتماء له، فالذئب لا يعيش منفردا ولا يصطاد منفردا ولا ينتقل منفردا، طبعا أصحاب السياحة الحزبيّة لا علاقة لهم بالذئب، يبقى لخيالي أن يجتهد حتى يجد لهم مكانا  في محميّة الحيوان التي تعود بالملكيّة إلى خيالي حتى لا يحاسبني بعض حيوانات السياسة، اعتذر، بعض رجال السياسة بدعوى التهجّم على مقدّسهم السياسيّ، فتصبح منشفة حسين الجزيري من نكبات الدهر مقدسة، وجلسات الكافيار لحمه الهمامي جزءا من النضال الذي امتد خمسين سنة من أجل عيون خالتي مباركة.والحمد لله لا كافيار ولا مناشف ولا بنوك بمحميتي الطّبيعيّة.

بالمحمية الحيوانيّة أصناف من العلاقات البهيّة، طبعا في علاقاتهم الحيوانية لا يمكننا فرزهم على أساس اللباس، فالجلد الطبيعيّ هو اللباس الرسميّ المعتمد فلا تعثر على لباس أفغاني ولا يصادفك متدثر بعمامة يستر عورة سرقاته، ولا تعترضك متحجّبة ترى نفسها عورة وتقترح في برنامج تلفزيّ تدريس الصغار التربيّة الجنسيّة، في محميتي لن تجد سلفيين روحا يتفاخرون لغةً أنّهم تقدّميّون، علما أن الخنازير بالمحمية بخيالي يتحيّنون الليل ويخرجون من الأدغال يفرّقون اللحم على الأشبال وصغار الثعالب، حتى إذا طلع الفجر نشروا تغريدات يندّدون بالنهب والسلب ويدعون إلى مسيرات نهاريّة لإسقاط قانون المالية الغابيّ.

ماذا ربحنا من الثورة؟ سؤال يندرج ضمن تقييم المسار الوطني يطرحه الكثير بين متفائل ومتشائم ومتشائل، ببساطة غنمنا الكثير وانتقلنا نقلة نوعيّة قد تخفى علينا تفاصيلها اليوم لأننا انشغلنا بالجري وراء القفّة والتهاب الأسعار، لكنّنا غنمنا غنما سيكون هو وسيلتنا للإقلاع فعلا، غنمنا حقّنا أن نقول لا، غنمنا حقّنا في أن نسميّ الفاسد، غنمنا حقّنا في إرباك السلطة، غنمنا حثّنا في أن نكون ذواتا ناطقة بما في أنفسنا، غنمنا الكثير لكنّ مجلس إدارة المحمية يُبرمج لطرد الكثير من ساكنيها فمقارّهم ليست بين حيواناتي، أطردهم البشر فلا يُشرّف محميّتي احتضانهم، انتبهوا فقد يغتالكم الغول قريبا وتكونون أثرا بعد عين.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg