حدث في مثل هذا اليوم سنة 1985 : قصف إسرائيلي لحمام الشط


في مثل هذا اليوم، غرة أكتوبر من عام 1985، دخلت طائرات إسرائيلية إلى الأجواء التونسية وقصفت مدينة حمام الشط في ضواحي العاصمة لتستهدف قادة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى من التونسيين والفلسطينيين.
في ذلك الوقت كانت تونس تحتضن القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أجبرت على النزوح من بيروت عقب اجتياح اسرائيلي عام 1982، وكانت تستعد لعقد اجتماع بإشراف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الساعة التاسعة والنصف.
وتمكنت المخابرات الإسرائيلية التي قرّرت تعقب القيادات الفلسطينية التي استقرت في تونس بطريقتها الخاصة من رصد هذا الاجتماع ومعرفة كافة تفاصيله ولذلك قررت مهاجمته بهدف القضاء على قيادات المنظمة وعلى رأسهم رئيسها ياسر عرفات، إلا أن قرار تأجيل الاجتماع أفشل خطتها.
ياسر عرفات الذي وصل إلى تونس يوم 30 سبتمبر قادما من المغرب، اتجه مباشرة إلى مقر إقامة السفير الفلسطيني بتونس بمدينة المرسى حكم بلعاوي من أجل إجراء بعض المشاورات والنقاشات، وبسبب تأخر الوقت لم يتحول عرفات إلى مقر إقامته بحمام الشط وخيّر المبيت في بيت السفير، وفي الصباح استيقظ متأخرا وطلب تأجيل الاجتماع فتفرقت القيادات الفلسطينية التي كانت بانتظاره حتى تعيد التجمّع لاحقا، لكن "إسرائيل" لم تكن على علم بهذا التأجيل.
الغارة الإسرائيلية أدت إلى تدمير مقر منظمة التحرير الفلسطينية ومكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات والمقر الخاص بحراسه وبعض منازل المدنيين المحيطة بهذه المقرات، كما أدت إلى استشهاد 50 تونسيا و18 تونسيا وجرح حوالي 100 شخص وذلك حسب التقرير الرسمي للسلطات التونسية الذي قدمته للأمين العام للأمم المتحدة إضافة إلى الخسائر المادية التي قدرت بحوالي (5.821.485) ديناراً تونسياً (حوالي 8.5 ملايين دولار).
وكان الرد التونسي الشعب قويا وخرجت مسيرات شعبية وتظاهرات على امتداد أيام تدين هذه الجريمة التي اقترفها الكيان الصهيوني في حق تونس وفلسطين وتستنكر هذا الاختراق.
ورغم ذلك فشلت تونس في انتزاع إدانة لإسرائيل من مجلس الأمن بعد فيتو أمريكي منع صدور قرار يلزم الإسرائيليين بالاعتذار والتعويض لتونس، فهدّد الرئيس الحبيب بورقيبة آنذاك بقطع علاقات تونس الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي تراجعت فيما بعد ليصدر مجلس الأمن القرار عدد 573 والذي جاءت فيه أول إدانة منه لـ"إسرائيل".



