الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2015/11/30 10:26

حكوكي وحرايري

حكوكي وحرايري

بقلم سعد برغل

من المفروض أن يعمد معهد  الصّحافة وعلوم الإخبار أن يتابع باهتمام علميّ الهنات والأخطاء والمصائب والانحرافات التي تظهر بالمشهد الإعلاميّ كلمّا جدّت بالبلاد نائبة ومصيبة وكارثة وحادثة  وسقط بعير في بئر أو عضّ سياسيّ كلبا، منابر حوار ولقاءات حواريّة واستضافات حزبيّة، كلام على كلام يسبقه كلام ويعقبه كلام، وينفضّ المجلس ونسمع من جديد اسطوانة دارت الأيّام، و الإرهاب يحصد الأرواح والكلام هو الكلام، والتهم هي التّهم والانحياز هو الانحياز والتحزّب هو التحزّب.

منذ مدّة كنت أكرّر هذه الاستضافات المتعاقبة المتشابهة  ستكون نتيجتها وخيمة؛ سينفر المواطن من كلّ حديث في السّياسة، ويبحث عن تلفزات غير تلفزاتنا وإذاعات غير إذاعاتنا، كان السياسيّون يتسابقون لربط الإرهاب بما كان من "تصحّر" دينيّ مع التجمّع، و تجاوز البعض الآخر فربط الإرهاب بفترة لم يكن فيها يتنفّس فيها ، ربط الإرهاب ببورقيبة، وذهب الخيال الجامح حدّ ربط الإرهاب بمجلّة الأحوال الشّخصيّة، سياسيّون صنف محنّط ينتقلون من فضاء إلى فضاء يكرّرون نفس الكلام الممجوج، يتصايحون، يتخاصمون، يختلفون، يتشبّثون بمكانة وهميّة، عطش للسلطة وللأضواء، عمى بصيرة أوقف العقل فتبارى اليمين واليسار في النّظر إلى تونس والإرهاب بقياسات مغلوطة في علم المنطق: الإرهاب موش متاعنا، الإرهاب دخيل على ثقافتنا، الإرهاب لا مكان له بيننا، الإرهاب يتناقض مع مالكيتنا "الوسطيّة" المعتدلة"، ولو سألت أحدهم أعطني برهانا على وسطيّة المالكيّة ومالك، فلن يظفر بحجة واحدة، بل قد أصدم رفاهية السياسيين الجهلة عندما أقول إنّ مالكا والشافعي هما من متطرّفي المذاهب السنيّة.

حال السياسيين الذين لم يتطوّروا في مقاربتهم للإرهاب لا يمكن التّعويل عليهم، بعضهم كان متورّطا في الإرهاب ولو بالصمت أو التبرير الواهي، فكيف يستقيم الحوار حول الإرهاب مع ضيوف يقولون ما لا يفكّرون؛ يحضر الواحد وهو مقتنع تمام الاقتناع أنّ الضّيف المحاور له مساهم في الإرهاب ولكنه لا يقوله، ومقتنع أنّ الإعلاميّ المحاور جزء من منظومة بيّضت الإرهاب، فلماذا يحضر هؤلاء؟ و لماذا يتكاذبون؟ ولماذا يقولون نصف الحقيقة؟ وكيف يمكن لمن كان، حزبيّا، جزءا من المشكل أن يكون جزءا من الحلّ؟ كيف يمكن لمن كان بالأمس، إعلاميّا، جزءا من منظومة تبييض الإرهاب بحكاية الكنوز والرياضة والثقافة الجديدة أن يُسهم اليوم في نقاشات جادّة حول الإرهاب ؟.

سؤال آخر بمناسبة دوريّة الضربات الإرهابيّة بالبلاد؛ يقول السؤال" بما أننا منذ خمس سنوات جرّبنا الساسة والسّياسيين وتفاهة مقاربتهم للإرهاب، ألم يحن الوقت كذلك لمنع من يدّعي أنّه خبير استراتيجي في فنون الحرب وخاصة حرب العصابات، وأنّه خبير في الجماعات الجهادية وفي بوكو حرام والشباب الصومالي وجبهة النصرة وجند الشام وجماعة الفيس الجزائريّة، وامتدادات مختار بلعور ماربورو وجماعة القاعدة وداعش وأنّه قارئ جيّد لأدبيّات السيد قطب وحكايات التوحّش والذئاب المنفردة والمجتمعة والمرسلة والمتراصّة، خبراء بلا شهائد، خبراء لا نعرف من أيّ مؤسّسة تدريسيّة تخرّجوا، خبراء زادهم كلام على كلام في كلام، ولا يفيدون الوطن.

إعلاميّون لا يعرفون أنّا بفترة تحتاج إعلام حرب، تلفزات تتابع تدريبات الجيش الوطني وإعلاميّون يقدّمون معلومات جاهزة للإرهابيّين عن المخططات الأمنيّة، استضافات لعائلات الضحايا وطرح لأسئلة بوليسيّة، متشنجون يبحثون على نسبة المشاهد  حتى بعرض رأس مراهق قطعه الإرهابيّون، إعلاميّون هواة  يحاورون سياسيين ولم يقرؤوا كتابا واحدا من أوّله إلى آخره عن الإسلام السياسيّ، ويقفون عند ظاهر الظّاهرة، ولا يمكن أن ينتجوا حوارات  تنسف الإرهاب الجيني في عقلية التونسيين، فلا علماء اجتماع ولا علماء نفس ولا علماء تربية يدرون في حرقة السياسي الفاشل ورجل الدين  السّطحيّ والأئمّة الفاشلين لا يعرفون عن الإرهاب سوى ما يتسقّطونه من قنوات الخليج فيميلون مع الأرياح وين تميح، مرّة مع قطر ومرّة مع السعودية ومرّة مع تركيا ومرّة مع الحوثيين ومرّة مع النصرة ومرّة ضدّ داعش ، ولغبائهم  يتصوّرون  أنّ الإرهاب ناتج عن تصحّر، في حين أننا أمام إرهاب معولم عابر للقارات.  ولا أريد أن أشرّف " الحقوقيّين" بالحديث عنهم.

كم مثقّفا استدعى المنتجون؟ كم شاعرا؟ كم روائّيا؟ كم قصّاصا؟ كم باحثا؟ كم سينمائيّا؟ كم مسرحيّا؟ أين الشّرفي؟ الطالبي، المسدي، التريكي، المسكيني، محجوب، جعيّط، قرامي، السليني، الوهايبي، المبخوت، طرشونة، المهيري، ونّاس، الرياحي، الزيدي، يوسف، بن سلامة....( من لا يعرف الأسماء عليه بالنصيحة التالية: ) ألم يحن الوقت لإعلاميّينا حتى يسكتوا ويخرسوا ويبحثوا عن مقهى للمطالعة والتثقيف وقراءة أكبر عدد من الكتابات حتى يتجاوزوا أسئلة لفرط تكرارها أصبحت تضحك الرضيع من نوع "كيف تقلبّت نبأ مقتل ابنك"؟ ، ألم يحن الوقت لمنتجي الحوارات أن يبحثوا عن أصوات أخرى علّها تهدينا سواء السبيل لمقاومة الإرهاب؟.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg