الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2015/10/13 15:30

داحس والغبراء، نسخة معاصرة

داحس والغبراء، نسخة معاصرة

سعد برغل

سألني صديق أحترم فيه كثيرا غيرته على الوطن واهتمامه المفرط بأخبار العرب شعوبا وحكومات، سألني" بماذا نفسّر تكالب الدول الغربيّة اللاّئكيّة على إسقاط الرؤساء العرب اللاّئكيّين من زين العابدين إلى مبارك إلى صالح إلى معمّر، والآن يتكالبون على إسقاط بشّار، وفي نفس الوقت يتحالفون مع الملوك والوارثين للعروش والوهابيّين ناسفي "العلمانيّة" واللاّئكيّة؟".


 

سؤال مثل هذا مربك ولا يردّ عليه جهابذة المحللّين بتلفزاتنا، ولا يستطيعه من يقفز من بلاتوه إلى بلاتوه بدعوى أنّه خبير أمني واستراتيجي، ولا يتصدّى له من كان بالأمس علمانيا صارخا وأصبح اليوم أقرب إلى اليمين متوسّلا بلحية وكلمات استقاها من المعجم الدينيّ، كيف نفسّر إذن دعوات الغرب إلى احترام حقوق الانسان ودعوة الرّوس إلى عدم التدخّل في الشأن السّوري، في الوقت الذي تقرّر فيه الغرب، في نفس اليوم، تسليح المعارضة السّورية، كيف سيفسّر هؤلاء المتضلّعون في الكلام اللّسنون مباركة قصف أهل اليمن بطائرات الحلف بقيادة السّعوديّة ويتباكون لقصف الروس مدنا سورية، يقتل السعوديّون وحلفاؤهم من يصنّفونهم إرهابيين من الحوثيين وأنصار صالح ويتصايحون لقتل الروس إرهابيين قتلة السّوريين بإدلب واللاذقيّة وحمص....ولا يتساءل ما الذي يربط مملكة السعوديّة بفرنسا، وما الذي يجمع قطر بأمريكا وما صلة التعاون بين دول الخليج وألمانيا، فلا النّظام السّياسيّ واحد ولا آليات الحصول على السّلطة واحدة ولا الفلسفة الاقتصادية والأخلاقيّة واحدة، يستمد الأُوَّل سلطتهم من الوراثة والاستثمار في الدّين ويحكم حلفاؤهم باسم الديمقراطية والتّداول السلميّ على السلطة؟

على المواقع الاجتماعيّة، لاحظت منذ مدّة دعوات لليمين التونسيّ ضدّ الرّوس، وأخذ الحنين الأفغان العرب التونسيّين إلى تذكّر إخوتهم وما جاهدوا عليه في أفغانستان لإخراج الروس من هناك، دعوات يرفعونها إلى العليّ القدير بسحق "عدوّ الله بوتين" و" عدوّ الله بشّار"،  وعندما أسألهم عن قصف الناتو لعرب اليمن ومسلمي ذاك البلد بطائرات تموّلها دول مسلمة ومن خزينة مسلمة ومن إيرادات الحجّ ومن بترول أرض العرب يُسارعون إلى متاهات في الإجابة وتختلط عليهم السّبل: رافضة يسبّون عائشة وينكرون على الرّسول دعوته، متشيّعون قتلة السّنة ومفجّري مساجد السّنة.

أربعة عشر قرنا من الفرقة الدينية ولا فِرقة ناجيّة، تقاتلوا بالأمس والرّسول الكريم مايزال مسجّى بسقيفة بني ساعدة، أنصار ومهاجرون، ثم أمويّون وعبّاسيّون، سنّة وشيعة، قرامطة واباضّيون، فاطميّون ومماليك، سلوجقيّون وصقالبة، تاريخ من الدمار والتدافع والتباغض والتقاتل وعدم الرحمة وجزّ الأعناق واستباحة الاسترقاق والقتل على الهويّة الدينية والحكم باسم الله.

كيف نفهم التحالف الاستراتيجيّ بين سدنة الفكر العلماني الغربيّ وسدنة الفكر الكهنوتي الديني المنغلق؛ هل يحتاج الأمر عناء كثيرا لنفهم أنّ الغرب لا تعنيه من حقوق الانسان سوى حقوق مواطنيه، وأنّ طائراته عندما تقصف المدن لا تنفّذ خارطة تقتل بمقتضاها اليمنيَّ الحوثيَّ وترفع مادّتها للسّلام على اليمنيِّ السنّي، طائرات الغرب لا تعرف سوى ما يتدفّق على خزائن أروبّا من فواتير الحرب، حرب باسم امتلاك أسلحة الدمار الشامل بالعراق فدمّرت بالشامل الكامل العراق حضارة وبناءات ونفسيات عراقيين وقتّلت جيشا وقتّلت شعبا ودكّت قرى دكّا، وانتهت بسخرية لاذعة واكتفت الخارجية الأمريكية بالاعتراف الخجول بخطأ المعلومات الاستخباراتيّة.

اليوم نقرأ ونسمع أخبارا عن استعمال جيش بشّار للأسلحة المحظورة دوليا وشاهدنا الفيدوهات التي قبض فيها الممثّلون أموالا لتمثيل تساقطهم يتخبّطون في الدماء، حرب إعلاميّة وقودها الصّورة ونفط العرب، ونتيجتها الوحيدة دفع تكلفة الحرب التي تطلبها الحكومات العربيّة لتتقاتل تقاتل القبائل العربية القديمة من أجل ناقة، ويمكن أن ننتج في العشرية الواحدة عشرات حرب البسوس التي تقول الأخبار إنها دامت أكثر من مائة سنة لأجل ناقة.

حيّ الله إخواننا بالخليج فهم أوفياء لأجدادهم، تقاتلوا في الجاهليّة أكثر من مائة سنة، وواصلوا تقاتلهم وجهلهم أربعة عشر قرنا، وهاهم اليوم يطوّرون قدراتهم القتالية بالمال الذي يشتري عقود الشركات القتاليّة الدوليّة لتقاتل بدلا عن طالب الخدمة القتاليّة السّاكن أفخم الشقق ببريطانيا ويتمعّش من إيرادات الحجّ ومرابيح شركات النفط والاستثمار في الفرق الرياضيّة، تقاتلوا اليوم وغدا، ولايهمّ أن تكونوا سنة أو شيعة، يوم ينتهي نفطكم ستحلّق الطائرات بعيدا عن سماكم، وسنسمع أصوات الرّصاص بمنطقة أخرى بعيدة عن أرض العرب.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg