دول الخليج تمتنع عن استقبال اللاجئين السوريين


تواجه حاليا دول الخليج الست انتقادات لاذعة من منظمات دولية بسبب إحجامها عن استقبال لاجئين سوريين رغم الإمكانات المادية الضخمة التي تتمتع بها.
وتتمثل هذه الدول أساسا في السعودية وقطر والإمارات بالإضافة إلى الكويت البحرين وسلطنة عمان.
وبدأت موجة الانتقادات من منظمة العفو الدولية حيث وصفت سارة حشاش المسؤولة الإعلامية للمنظمة الدولية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا موقف دول الخليج الخمسة بـ"الشائن" لأنها لم تستقبل رسميا أي لاجئين.
وحسب احصاءات حكومية يقيم في السعودية منذ وقت طويل نحو 500 ألف سوري على أراضيها، وفي الإمارات أكثر من 150 ألف سوري يعشون ويعملون منذ سنوات في البلدين، اللذين لم يسمحا في المقابل لفتح حدودها للاجئين السوريين.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى حد الآن في أوروبا نحو 350 ألف لاجئ فيما لم يصل لاجئ واحد إلى الخليج. ويقارب مجموع عدد اللاجئين السوريين 4 ملايين.
في المقابل كانت دول الخليج قدّمت المال والسلاح للثائرين ضد حكوماتهم مقابل تشديدها من إجراءاتها حيال اللاجئين من بعض الدول العربية ومن بينها سوريا، بحسب تقارير إخبارية دولية.
وفسّر من قطر عبد الله العذبة رئيس تحرير صحيفة "العرب" موقف بلاده تجاه هذه الأزمة الإنسانية بالقول إن: " قطر بلد صغير يقدم تبرعات للاجئين في الأردن وتركيا وشمال العراق"، مضيفا أن بلاده لا تستطيع، لأسباب وصفها باللوجستية، أن تقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين ولذلك تفضل تقديم دعم مالي.
أما الإمارات، فحوصل أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله ظروف بلاده المانعة لاستقبال اللاجئين في تساؤل يقول إن: "أعداد الأجانب كاسحة هنا لدينا 90% فهل تريد أن تحول السكان المحليين إلى أقليات في بلادهم؟ هم بالفعل كذلك"، وهو يشير إلى الأعداد الكبيرة من الأيدي العاملة في بلاده ومعظمها من دول جنوب شرق آسيا.
إحصائية:عدد اللاجئين في بعض الدول العربية وتركيا... Number of Syrian refugees... in some arabic countries & Turkey pic.twitter.com/cvjVD0CVW3
— Rania El Khatib (@rania_elkhatib) 6 Septembre 2015
وفي موقف استنكره مراقبون من أوساط دولية مختلفة، رأى المحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد الشليمي أن اللاجئين السوريين يعانون من "مشاكل عصبية ونفسية" وأنهم من "بيئة أخرى مختلفة"، مضيفا أيضا أن تكلفة المعيشة في الكويت تتطلب أموالا من اللاجئين أكثر من دول أخرى!.، بحسب ذات التقارير الدولية.
بدورها وجهت الصحافة الأوروبية انتقادات للدول الخليجية ، وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن جميع دول هذه المنطقة لم توقع على اتفاقية اللاجئين لعام، 1951 بل إنها لم توقع أي اتفاقية رئيسة خاصة باللاجئين، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".
وهاجم الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك بشدة دولا خليجية، وتساءل في مقال نشر في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية عن سر حرص كثير من السوريين على اللجوء إلى القارة الأوروبية، بدلاً من التوجه إلى دول الخليج الغنية، رغم أن كثيرين منهم ينظرون إلينا كـ"كفار؟".
ونفى الإعلامي السعودي داوود الشريان أن تكون بلاده فرضت قيودا أو شددت من إجراءاتها تجاه اللاجئين السوريين، مشددا على أن الرياض لم تصدر بيانات بشأن كل ذلك "لأنها لا ترى في هذه القضية مجالا للكسب السياسي"، فيما اتهم الشريان الدول الغربية بالسعي إلى كسب الرأي العام العالمي باستضافة بضعة آلاف، بحسب تعبيره.




مقالات أخرى






