د. رياض المرابط: 'أُنصِف محمد العبيدي وظُلم علم الآثار'


كتب مدير قسم علم الآثار بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان الدكتور رياض مرابط، تدوينة على صفحته الرسمية، وذلك في تعليقه على حادثة توجيه تلميذ باكالوريا لعلوم الآثار بدل الطب"، قائلاً إنّ "التلميذ محمد العبيدي أُنصف لكن في المقابل ظُلم علم الآثار".
وقال مرابط في تدوينته، إنّ "شنّ حملة التنمر على الاختصاص برمته بدعوى مناصرة حق الشاب محمد العبيدي في الحصول على اختياره في التوجيه الذي يطمح فيه وانحراف المناصرة إلى ما
يشبه التهكم على علم الآثار في مقارنة بينه وبين الطب
تستوجب توضيح بعض المعطيات للرّأي العام"، داعياً إلى أن "لا يفاضل الجاهل بين العلوم والمعارف والاختصاصات مهما كانت طبيعتها وحقل اهتمامها".
وأوضح مرابط أن "عملية التوجيه الجامعي و نظام الرصيد (السكور) إنما يخضع لما يشبه العرض والطلب في قانون السوق وقد اخضع التعليم العالي منذ زمن إلى قانون السوق المشوه ولأن الطب علم وصنعة في نفس الوقت ويمكن أن يستغنى فيه عن القطاع العام فهو و توابعه من صيدلة وتمريض وغيرها تشهد طلبا متزايدا ذلك لا يعنى البتة أنه يتطلب مواهب استثنائية مقارنة بالفيزياء (صفر تشغيلية) مثلا أو بالشريعة وأصول الدين أو أي اختصاص اخر فالدول المحترمة تحتاج الجميع".
وتابع قائلاً: "علم الآثار ما زال يعد في الجامعات العالمية اختصاص يتطلب كفاءة مخصوصة جدا من تمكن من المعرفة التاريخية و اتقان للغات الحية (لغتان على الأقل إلى جانب اللغة الأم ) واستعدادا لتعلم لغات ميتة وهو اختصاص مفتوح و متعاون مع علوم دقيقة عديدة من كيمياء و علوم الحشرات و الفيزياء و البيولوجيا والهندسة والاعلامية وغيرها كثير".
وأضاف مرابط: "تتفرع عن علم الآثار عموديا وافقيا اختصاصات لا حصر لها سواء على مستوى البتنقيب على الاثار او مستوى حفظها أو في مايتعلق بحفظها او توظيفها هذا فضلا عن الاختصاصات المرتبطة بطبيعة المادة المدروسة من آثار ما قبل التاريخ أو العمارة أو النقود أو التحف وكل المنقولات من الخزف والمعادن وغيرها مما لايطاله الحصر". وشدّد مرابط على أن "أول درس يتلقاه طلبتنا أن علم الآثار يفرض على الاثاري خمس قيم اولها أن يكون انسانيا ثم أن يكون نزيها وأن يكون وأيضا صبورا وشغوفا وعلى ذوق
خمس قيم غابت في حملة التنمر والاستهزاء عن اشخاص عقابهم الطبيعي الاحتجاز في مكتبة لمدة تفوق السنة حتى تنقشع عنهم بعض الجهالة".
وتابع قائلاً: "كنا نود أن يختار اختصاصنا الحاصلين على اعلى المعدلات أو بالأحرى ذوى الاستعدادات العالية ولكن وضعتا نصب اعيننا مهمة نبيلة وهي أن نحول اليائس إلى متفائل وأن نحول الفاشل إلى ناجح وان نحول الخامل الى نشيط مهمتنا أن نعطي فرصة لابنائنا لتدارك اعمال المرحلة الثانوية ونجحنا في حالات كثيرة في بناء شخصيات أكاديمية محترمة دوليا نحن و زملاؤنا في الأقسام الأخرى وهم اليوم يحاضرون في اعرق الجامعات هذا فضلا عن ابنائنا الذين يديرون متاحف أو يحفظون مواقع ومنهم من يزاملنا اليوم في الجامعة".
وختم مرابط تدوينته قائلاً: "اختصاصنا في بلد يملك اكثر من خمسين الف موقع ومعلم اثري وتاريخي في بلد به 360 منطقة أثرية يحتاج تراثها الى الصيانة و التثمين لتحتاج إلى مئات الخريجين لكن سياسة الانتداب في الوظيفة العمومية هي المسؤولة عن ضعف الاقبال". ووجّه حديثه للطلبة قائلاً: "الوطن ما زال يحتاجكم وسيظل يحتاجكم"، مشيرًا إلى انّ "تعليمنا لن يصلح طالما حافظنا على نظام الضوارب".




مقالات أخرى



وطنية04/08/2025
الحماية المدنية: السباحة غير ممكنة !

رياضة 04/08/2025
أدم بن فجرية يعود للنجم الساحلي


وطنية04/08/2025
طقس اليوم الإثنين 04 أوت 2025
