أثارت صور تعود لسنة 2014، التقطت خلال زيارة غير معلنة إلى تونس لجيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، غضبا في صفوف الإسرائيليين واللوبي اليهودي في بريطانيا، حيث وجهت له تهم "معاداة السامية ومساندة منظمات إرهابية فلسطينية".
ويظهر الزعيم السياسي البريطاني المعروف بتأييده للفلسطينيين ولقضيتهم، في صورة التقطت في تونس وتعود إلى سنة 2014، نشرتها مؤخرا "صحيفة تايمز أوف لندن"، حيث كان يقف إلى جانب مسؤول دائرة العلاقات السياسية في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ماهر الطاهر، أثناء مراسم لإحياء ذكرى فدائيين من منظمة "أيلول الأسود" شاركوا في عملية قتل فيها 11 رياضيا إسرائيليا خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972.
وأثارت صورة أخرى التقطت في مقبرة تونسية سخط الإسرائيليين على كوربين، حيث تظهره أثناء مشاركته في أكتوبر عام 2014 في وضع إكليل من الزهور على قبور منفذي الهجوم، وخلفت ردود فعل غاضبة من قبل يهود في بريطانيا وسياسيين إسرائيليين على حد سواء.
ونشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية صورة جمعت كوربين أثناء زيارته غير المعلنة إلى تونس، بفاطمة برناوي، وهي أول أسيرة فلسطينية من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، والتي كانت قد نفذت عملية فدائية سنة 1968 فجرت خلالها قاعة سينما في القدس المحتلة، وحكمت بعدها بالسجن المؤبد قبل إطلاق سراحها سنة 1978 بموجب اتفاقية كامب ديفيد، وأبعدت إثرها عن فلسطين.
من جانبه حاول كوربين التقليل من أهمية مشاركته في مراسم وضع أكاليل الزهور بالمقبرة التونسية، وقال لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية: "لقد كنت حاضرا عند وضع (الأكاليل). لا أعتقد أنني شاركت بالفعل في ذلك".
وهاجم رئيس حزب العمال منتقديه أيضا، موجها انتقادات لاذعة لإسرائيل بعد أن قام رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بمهاجمته.
وقال كوربين إن "مزاعم (نتنياهو) بشأن أفعالي وكلماتي غير صحيحة" و"ما يستحق إدانة لا لبس فيها هو قتل أكثر من 160 متظاهرا فلسطينيا في غزة من قبل القوات الإسرائيلية في شهر مارس، بينهم عشرات الأطفال".
ويأتي الكشف عن مشاركة كوربين في هذه المراسم في إطار سلسلة حملات تشنها تل أبيب على الناشط الاشتراكي المخضرم، بعد ظهور مقطع فيديو قبل أيام يظهر فيه كوربين وهو يقول في مقابلة أجرتها معه قناة Press TV الإيرانية في عام 2011، إن "هيئة الإذاعة البريطانية" (BBC) منحازة لإسرائيل".
وفي مقال افتتاحي نشرته صحيفة "جويش كرونيكال"، وهي الصحيفة اليهودية الأولى في بريطانيا، على موقعها الإلكتروني، اتهمت فيه كل من يدافع عن قيادة كوربين "بالدفاع الواضح عن رجل يتحالف مع الإرهابيين ويكذب بعد ذلك اذا أصبح الأمر محرجا".