Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2015/05/20 14:16

سـ بالحبر السرّي

سـ  بالحبر السرّي

بقلم سعد برغل

لعلّكم تتساءلون، كما أتساءل يوميّا؛ ما حظّنا اليوم في مختلف القطاعات من كمّ المشاريع التي حلمنا بها فرادى وجماعات، متسيّسين وطلاّب علم وحقوق، جنوبيين وشماليين، تونسيين بالإجماع؟ 

هل أمكننا اليوم أن نحصد بعد سنوات ثمار الثورة، ثورة أمطرت المجتمع وعودا ورديّة  وتبّأ بعض جهابذة السياسة ببلاد تونس أنّنا سنترك، خلفنا، بمئات السنوات الضوئيّة أمما وشعوبا وقبائل؛ ستزدهر البلاد كما لم تزدهر  سويسرا وسننعم بالديمقراطيّة كما لم تنعم انجلترا وسننعم بالنموّ كما لم تنعم ألمانيا وسننعم بالقوة كما لم تنعم الولايات المتحدة.
هذه السّين الغبيّة لعب بها الإخوان زمنا، وأسالوا لعاب الجماهير، وألهبوا الأمنيات: فلا سقف للإضرابات بعدهم ولا سقف للمطلبيّة عندهم، جاءت الترويكا الرثّة وحملت معها السين في البداية مع حملتها التبشيريّة بأسلمة المجتمع التونسيّ الذي بقي سنوات يتخبّط في جاهلية بن عليّ وعلمانيّة بورقيبة، سين قضمت الشركات الوطنيّة فأردتها مفلسة، شركات النقل والخطوط الجوية والفسفاط... حشروا متعهّدي حفلاتهم النهضاويّة في كلّ المؤسسات المفلسة فزادوها إفلاسا على إفلاس، واستلموا وزارات فحشوا فيها أبناءهم من سلفيين وتكفيريين وضاقت المؤسسات العموميّة فلا ترى سوى لحى تنطح لحى بلا مردوديّة ولا عمل وتطوّرت مطلبيّة السين، من المقدرة الشرائيّة إلى المَصلى والحجاب وظهور محجبات بنشرة الأخبار.
سين يعرفها أهل العربية دالّة على المستقبل القريب، استعملها السياسيّون، من يسار ويمين، وتحرير وزرقة وخضرة وسعف نخل وجلد ماعز، استعملهاواحد  لربط سيدي بوزيد بايطاليا، استعملها آخر لحلّ أزمة العنوسة بتونس، ووظّّفها شقّ آخر لربط أحذيّة التكنوقراط، سين بكليات طبّ بسيدي بوزيد وبمدنين، مجموعات من مستعملي السّين يعرفون أكثر من غيرهم أنهم يكذبون على الله والعباد، خرجوا وتركوا السين بأحد الملفّات بأحد الرّفوف  بإحدى الوزارات.
سين ركبها كلّ السياسيين بعد هزيمة الترويكا، استعصت على النهضة فتحوّلت معها السين سوف، لأنّ كرسيّ الحكم "يهرّي" فالسّين بخطابات كانت بالأمس القريب تبشِّر التونسيين بالجنة مع من "يخاف ربّي" قد انزاحت ، وتركت مكانها في خطاب الغنوشي والعريّض ولم يبق من جوقة الكَذبة إلاّ قليل ممّن لم يرحم ربّك ولن يرحم، ممّن يعيش في غيبوبة تامّة عمّا يقع بالبلد.
مجموعات انتشرت بالفضاءات المسجديّة لتعزف للناس معزوفة الإرهاب الأزليّ، مرجئة القرن الحادي والعشرين، حور بالجنّة، نعيم بالجنّة، كوثر وخمر وعنب بالجنّة، لا تتكالبوا على الحياة الدّنيا، كدنا نبلغ فتوى العصر" من أضرب في عهد الترويكا فهو كافر". وكانوا يركبون الهامر وينتقلون بالطائرات ويستعملون أرقى الهواتف الذكيّة. وتتالت الرئاسات، وتنوّعت من يمين إلى يسار ومن حداثيّ إلى إخوانيّ، وبقيت السين سيدة البيانات الانتخابية، ثمّ توارت بعد الانقضاض على الحكم، وتحوّلت سوف للمستقبل البعيد، جماعة النداء ألّفوا مجاميع في السين، وإلى حدّ اليوم لم نسمع ولو نطقا أو تذكيرا بالسّين، نداء كان إلى عهد قريب يبشّرنا بالجنة تماما كما كان إخوته في الرضاعة السياسيّة يفعلون، واليوم بقيت الكراسي وتغيّر الجالسون، ومع كلّ حصّة بقي الصّراخ وتغيّر الصّارخون، تغيّرت الرئاسات وبقيت استراتيجية بن عليّ في مقاربة التنمية الجهوية والمعالجة الأمنيّة ومازال الوطن مع مستشفيات لم تتغيّر بنيتها منذ بورقيبة ومدارس لم يتعهدّها  الثّوريّون. سين التحقت بسوف وأضحت تعني "أوعد واخلف، وعاود الوعد وعاود اكذب، ولا تخشى في الكذب لومة لائم ، فلا أحد سيحاسبك" ؛ ثورة حوّلت السّين سوف لا غير...، منجز الثورة التونسية. 

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg