سوسة: ندوة علمية بعنوان 'قطاع الحبوب في مواجهة التغيرات المناخية'

احتضن مقر ولاية سوسة، اليوم الجمعة، فعاليات ندوة علمية بعنوان "قطاع الحبوب في مواجهة التغيرات المناخية.. الواقع والافاق"، نظمتها مصالح الولاية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسوسة.

وتم خلال الندوة، التي أشرف على أشغالها والي سوسة، سفيان التنفوري، وحضرها بالخصوص رئيس ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري هيكل حشلاف، تثمين قطاع الحبوب باعتباره من القطاعات الزراعية الهامة في ولاية سوسة رغم أن الجهة تعرف أكثر بطابعها الفلاحي المتنوع الذي يشمل الزيتون (86 الف هكتار)، والأشجار المثمرة (1500 هكتار) والخضروات (3200 هكتار).
واتضح خلال الندوة ان انتاج الحبوب في ولاية سوسة شهد تذبذبا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، متأثرًا بعوامل مناخية وتقنية متعددة حيث بلغت المساحة المبذورة خلال العشرية الماضية حوالي 20% من المساحة الجملية القابلة للزراعة، بمعدل سنوي في حدود 31 الف هكتار.
وقد شهدت هذه المساحات تراجعا هاما خلال السنوات الأخيرة اذ لم تتجاوز 16 الف هكتار خلال موسم 2021-2022 ولم تبلغ 1000 هكتار خلال الموسم الفلاحي 2023-2022.
وبلغ معدل انتاج ولاية سوسة السنوي من الحبوب خلال العشرية الماضية حوالي 200 الف قنطار، بعد ان وصل الى 600 ألف قنطار خلال الموسم الفلاحي 2011-2012، ثم انحدر الى حدود 4 الاف قنطار خلال الموسم الفلاحي 2022 2023 وذلك نتيجة للتغيرات المناخية وعدم انتظام التساقطات.
وتم التأكيد، خلال هذه الندوة، على جملة التحديات التي يواجهها قطاع الحبوب بولاية سوسة، وأبرزها التغيرات المناخية وانحباس الأمطار خلال فترات النمو الحيوية، ما أدّى إلى تراجع كبير في الإنتاج وتدني الانتاجية واضطرار الفلاحين أحيانًا إلى استخدام المساحات المبذورة للرعي بسبب ضعف المحصول والمقدرة بحوالي 14 ألف هكتار.
ويعتبر تحدي التقنيات الزراعية، والاعتماد على الزراعة المطرية بنسبة كبيرة، مع محدودية المساحات المروية، من ابرز التحديات التي يواجهها قطاع الحبوب بولاية سوسة، الى جانب ضعف البنية التحتية ومشاكل التخزين وتسويق المنتوج، كما تشكّل تكاليف الإنتاج من ارتفاع أسعار البذور والأسمدة ومياه الري عبءا إضافيا على الفلاحين، فضلا عن عدم انتظام التزود بالمدخلات الفلاحية.
وبخصوص آفاق تطوير القطاع، تم خلال الجلسة اقتراح تبنى تقنيات حديثة مثل تبني الممارسات السليمة، واستخدام أصناف مقاومة للجفاف، وتحسين أنظمة الري عبر استغلال المياه غير التقليدية أو تحسين تقنيات الري بالتنقيط، كما تم اقتراح تشجيع الهياكل المهنية لدعم صغار الفلاحين في التسويق وشراء المدخلات بأسعار أفضل، فضلا عن تثمين الانتاج من خلال التشجيع على الانخراط في الانتاج البيولوجي.
وتضمّنت الندوة كذلك مداخلة حول وضعية قطاع الحبوب في ظلّ التغيرات المناخية، ومداخلة حول الممارسات السليمة من أجل تأقلم الحبوب المروية مع الشح المائي والتوجهات الجديدة باستعمال التقنيات الحديثة، ومداخلة حول أصناف الحبوب المتأقلمة مع التغيرات المناخية وسبل استنباطها مع المحافظة على الكفاءة الإنتاجية المرتفعة.
وتم بالمناسبة تقديم تجربة ناجحة بمعتمدية مساكن في انتاج الحبوب البيولوجية.