صدر حديثا.. مذكرات محمد التريكي، المعركة الحاسمة: الاستقلال وبناء الدولة الحديثة وإسناد السيادة للشعب

برز المؤلف، محمد التريكي، منذ فجر شبابه ضمن صفوف الحركة الكشفية بصفاقس، ثم الطلابيّة بالعاصمة ودعاه الأستاذ المنجي سليم وزير الداخلية في حكومة التفاوض من أجل الاستقلال للانضمام إلى النواة الأولى لوزارة الداخلية، وعيّنه بعد ذلك خلفه الطيّب المهيري معتمدا بالكاف في سبتمبر 1960 واستنجبه بورقيبة، فتدرّج في المسؤوليات ليصبح واليا على الكاف ثم القصرين ثم قفصة.

وكانت ولاية الكاف تحتضن آنذاك قوات جبهة التحرير الوطني الجزائرية في مواجهة الاستعمار الفرنسي بكل ما كان يتطلب ذلك من حنكة من السلطات التونسية في التنسيق وقدرة على التسيير إلى جانب إرساء دعائم التنمية الاقتصادية وبسط الرعاية الاجتماعية.

ويروي محمد التريكي في مذكراته تفاصيل زيارة بورقيبة للجهات التي عينه على رأسها ومتابعته الدقيقة لتفاصيل المشاريع المدرجة كما يتعرض بإسهاب لكواليس الحكم في تلك الفترات وإلى منعرجات الحركة التعاضدية، ملقيا الأضواء لأول مرة على أحداث هامّة طبعت تاريخ تونس الحديث.

وإلى جانب وظائفه السامية في الجهات والعاصمة، واصل محمد التريكي نشاطه الكشفي ومشاركته في عديد المخيمات والملتقيات الدولية وتقلد لفترة طويلة مهام القائد العام للكشافة التونسية.

كتاب شيّق، رشيق، بأسلوب عذب، يجمع بين الظرافة والاستذكار والتحليل، يتيح للقارئ التعرف على مسيرة مناضل وطني ووالٍ متمرس وكشاف أصيل، عمل طويلا في خدمة تونس، رفقة بورقيبة.

وقد قدّم للكتاب الأستاذ حامد الزغل، الكشاف والأمين العام الأسبق للاتحاد العام لطلبة تونس وكاتب الدولة الأسبق للتربية الوطنية، رفيق درب المؤلف.