Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/06/21 10:52

ضرب،ضرّب، ضارب، مضروب، مضروبة، إضراب

ضرب،ضرّب، ضارب، مضروب، مضروبة، إضراب

بقلم سعد برغل


صحيح أن البلاد التونسية تتباهى بمآثر نقابييها التاريخيين من محمد عليّ الحامي وفرحات حشّاد ونقابيّو الحكومات الوطنيّة الأولى،

وصحيح أنّ البلاد تتباهى بجدار الصدّ النقابي الذي حفظ لنا تواريخ مجيدة في البلاد مثل حوادث الخميس الأسود وذكريات الإضراب العام، صحيح أنّ التاريخ القريب تعرف أنّ سقوط بن عليّ لم يكن فيه الفضل لمن كان يبكي بالبلكون أو يتابع ما يري  بشقّته بلندن أو بالدوحة، وصحيح أنّ الفضل كلّ الفصل يعود إلى الاتحاد في تأطير المحتجّين على نظام بن عليّ وصحيح أنّ الإضراب العام الذي شنّه الاتحاد بصفاقس كان منعرجا حاسما في إسقاط بن عليّ.

صحيح نعرف أنّ بعض كوادر الاتحاد العام التونسيّ للشغل تتكفّل بتكوين نقابيّ متميّز عبر الاتحادات الشغليّة العالميّة، وصحيح أنّ بعضها يكوّن أشقاءنا العرب في كلّ التراتيب المتعلّقة بقانون الشّغل وترتيبات الاحتجاج والاستنكار والإضراب والإضراب الإداريّ والإضراب العام، كلّ ذلك صحيح وزيادة، لكنّي وأنا المنخرط بالاتحاد منذ ما يزيد عن الرّبع قرن بدأت لا أتبيّن جيّدا هذا الاتحاد، أو لنقل تحرّكات الاتحاد التي بدأت تصيبني بالقرف لتواتر الأخطاء فيها ولتركها أحيانا بين أيدي العابثين وصمت الهيئات النقابيّة وعجزهم عن تطبيق القانون الداخلي للاتّحاد رغم وضوح الخرق الصادر إمّا عن المنخرطين لها أو عن الأعضاء المحليين أو الجهويين أو الوطنيين للفصول الداخليّة للاتحاد، كأنَّما نسوا أنّ لجنة النظام والتأديب بالهيكل النقابيّ هي أهمّ ضمان حتى لا تنحرف الممارسات النقابيّة.

صحيح أن "الاتحاد خيمتنا" نهرع إليها كلّما ضاقت علينا السّبل، اتحاد عرف في تاريخه الحافل معارك ضدّ اليمين الذين لم يقتنعوا يوما بضرورته ولكنْهم احتموا به من بطش السلطات وطلبوا حمايته وكان لهم ما طلبوه، لكنّ لمّا سنحت الفرصة  استعملوا هراواتهم وميليشياتهم واعتدوا على مقرّات الاتحاد وأفرغوا "الزّبلة" بتلك المقرّات، يمين لا يعرف سوى انتهازية طوال تاريخه، لكنّه تغلغل بالمفاصل وطلع علينا بمنظمة " شغّيلة" أخرى على مقاس الجمعيات الخيريّة ذات الأجندات السياسيّة التي لم نسمع عنها نضالا ولم نسمع منها نضالا إلا ما خدم اليمين مثل التظاهر ضدّ عزل أئمّة النهضة، الاتحاد خيمتنا، لكنه بمرور الوقت وبتتالي الإضرابات العشوائيّة نخاف أن يتحول الشعار  إلى "الاتحاد نكبتنا".

منذ أكثر من ربع قرن وأنا ابن الاتحاد وسأبقى، لكن ما لاحظته منذ الثورة مفزع، وأنا متأكّد أنّ قيادات الاتحاد تعيه جيّدا: بدأت عقلية خطيرة تتشكل عند القواعد و المسؤولين الصّغار في الاتحاد: افعل ما شئت ولن تكون عرضة لتطبيق القانون فالاتّحاد يحميك، يحميك حتى من الأخطاء البدائيّة التي يعرفها كلّ نقابي عادي ومن المفروض أن المسؤولين النقابيين يعرفونها جيّدا، لكن عقليّة" افعل ماشئت، وكما شئت، ومتى شئت، وضدّ من شئت، فلن يقع تطبيق للقانون" والشواهد كثيرة سواء في الإضرابات المتكررة بالحوض المنجميّ أو كرنفال الإضرابات في  النقل و الصحة و في التعليم الابتدائي و الثانويّ، حتى أصبحنا نتحدّث عن  "نجوم نقابيّين"، ولعلّ آخر ما تفتّقت عليه قريحة النّقابيين هو برمجة أنشطة ترفيهية رمضانية في النهار لأنّ نقابة موظفي قطاع الثقافة رفضت الأنشطة الليليّة، والنتيجة أكثر من مهرجان مدينة توقّف، وأغلقوا دور الثقافة يومي السبت والأحد بوصفهم من موظّفي الدّولة، وحرموا جمهورهم المستهدف من النّشاط ولنتركهم للدواعش.

الاتحاد خيمتنا لكنه بفعل تراكم الأخطاء والاستهتار بالمسارعة إلى إعلان الإضراب مهما كانت تفاهة الحادث واعتماد مبدأ" انصر أخاك ظالما أو مظلوما" ستتحوّل فيه المعارك قريبا؛ كانت معارك الاتحاد ضدّ السلطة، يطالب ويفاوض، وهاهو اليوم يطالب ويضرِب، يعتصم ويُضرب، ويا خوفي، فقريبا سيتحول الاتحاد إلى تضارب داخلي بين نقابات القطاعات الواحدة... ولنا في فسيفساء النقابات الأمنية خير دليل لو كان الاتحاد ممن يفقهون، رحم الله المتنبي فقد كان عاشقا لكافور.

 لا يلزم المقال إلاّ صاحبه.

 

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg