عصائر 'الديتوكس'.. دراسة تقلب الموازين !!


أشارت دراسة إلى أن تطهير الجسم بالعصائر الطبيعية يمكن أن يؤثر فعليًا بشكل سلبي على ميكروبيوم الفم والأمعاء بعكس مضغ الفواكه والخضراوات.
وتوصلت الدراسة التي نُشرت في دورية "نيوترينتس" Nutrients، إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام "تطهير الجسم بتناول العصائر" لمدة ثلاثة أيام كان لديهم علامات أعلى للالتهابات في ميكروبيوم الفم والأمعاء، مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا.
ووفقًا لموقع "هيلث" Health، فإنه حتى قبل نشر هذه الدراسة، حذّر العديد من الخبراء من أن سمعة العصير كوسيلة لإزالة السموم أو إنقاص الوزن تفوق فوائده الصحية الفعلية.
ويضيف آخرون أن العصير يعتمد على التأثير الاجتماعي أكثر منه على العلم.
وأعربت ليزا فروشتينيغت، أخصائية التغذية وكبيرة مساعدي إدارة البرامج في برنامج جراحة السمنة في كلية بايلور الطبية، عن اعتقادها "بأن ثقافة النظام الغذائي هي التي تدفع بشكل كبير إلى شعبية العصير"، مشيرة إلى أن "هذه الثقافة تتأثر بشكل كبير بالمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي وسلوكيات الأصدقاء والعائلة".
ومن المؤكد أن الفواكه والخضراوات جزء لا يتجزأ من نظام غذائي صحي ومتوازن، ولكن ربما يكون من الأفضل لميكروبيوم الأمعاء والفم أن يتم تناول الثمار كاملة وتجنب تناول العصائر قدر الإمكان للأسباب التالية:
تشارك بكتيريا الفم والأمعاء في العديد من جوانب الصحة، وتم ربط مستعمرة البكتيريا والفطريات والفيروسات الموجودة في الفم بمرض الزهايمر والسمنة وأمراض المناعة الذاتية وغيرها.
وفي الوقت نفسه، يعد ميكروبيوم الأمعاء مجالًا رئيسيًا للبحث عن تأثيره على الصحة العقلية والسرطان والسكري والاضطرابات العصبية وغيرها من الحالات،
وليس من المستغرب إذن أن دراسة العناصر الغذائية ليست هي الأولى التي تبحث في آثار العصير على هاتين المنطقتين الحيويتين داخل الجسم، فقد درست أبحاث سابقة أجريت عام 2018 مدى تأثير إضافة نظام غذائي غني بالعصير إلى نظام غذائي عادي.
وتبين أن هذا المزيج أدى إلى تحسينات في ميكروبات البراز بعد ثلاثة أسابيع،
وكشفت نتائج دراسة أخرى، أُجريت عام 2022، أن الأشخاص الذين اتبعوا صيام العصير لمدة ثلاثة أيام كان لديهم تنوع أقل في ميكروبات الأمعاء - ولكن المجموعة الثانية التي استكملت صيام العصير بالألياف بدا أنها شهدت زيادة في تنوع البكتيريا.
وقد تم بناء دراسة العناصر الغذائية التي أجريت في جانفي من العام الجاري على أساس هذا البحث السابق، باستخدام تصميم مختلف قليلاً.
وقالت الدكتورة ماريا لويزا سافو ساردارو، باحثة مشاركة في الدراسة من قسم الأنثروبولوجيا في "جامعة نورث وسترن": "تم جمع عينات من اللعاب ومسحات الخد وعينات البراز من المشاركين قبل وأثناء وبعد التجربة"، شارحة أنه "تم بعد ذلك استخراج الحمض النووي من هذه العينات، وتم تسلسل جين بكتيري محدد لتحديد البكتيريا الموجودة - على غرار مسح الرمز الشريطي لتحديد المنتج." واستخدم الباحثون بعد ذلك أدوات إحصائية لتحديد مدى التغير الذي طرأ على أعداد البكتيريا لدى المشاركين بعد اتباع الأنظمة الغذائية.
وقال سافو ساردارو: "لقد وجدنا أن المجموعة التي تناولت العصير الحصري شهدت أكبر زيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات ومشاكل الأمعاء".
وأظهرت المجموعة التي تناولت العصير بالإضافة إلى الطعام أيضًا تغييرات، ولكنها كانت أقل حدة.
(العربية)



