"في رحاب الأندلس" يفتتح الدورة 52 لمهرجان المنستير الدولي


أُنيرت ليلة السبت 19 جويلية أضواء قصر الرباط بالمنستير، وشُرّت أبوابه لاستقبال جمهور الدورة 52 من مهرجان المنستير الدولي بعرض طربي جمع موسيقى المالوف التونسي بالموسيقى الأندلسية المغربية في جوق واحد وبأصوات متعددة.
وعلى امتداد ساعتين تقريبا عاش جمهور المهرجان على وقع أغانٍ جمعتها الكلمات والألحان واختلفت فيها الإيقاعات واللهجات لتُشكّل في النهاية عقدا فريدا من دُرر الموسيقى المغاربية التي تلتقي كلها في جمالية الكلمة وروعة الموسيقى وتعدد الإيقاعات.
عرض الافتتاح سبقه كرنفال جاب عددا من شوارع المدينة ضمّ العرائس العملاقة وماجورات قصرهلال وفرق الفنون الشعبية ما أضفى أجواء جميلة على المدينة السياحية حيث توافدت أعداد كبيرة من المواطنين وزوّار المنستير لمرافقة الكرنفال الذي حط رحاله في قصر الرباط قبل انطلاق عرض الإفتتاح.
وفي رحاب الأندلس قال الفنان محمود فريح أنّ فكرة العرض من إنتاج جمعية مهرجان المنستير الدولي بمشاركة جمعية النوبة الأندلسية بالدارة البيضاء، وقد خامرته منذ سنوات بحكم تعاونه المتواصل مع فناني المغرب والجزائر وسبق أن كوّن الجوق المغاربي الذي جمع فنانين من تونس والجزائر والمغرب فضلا عن فنانين من إسبانيا جمعتهم الموسيقى الأندلسية.
العرض تضمن جملة من الأغاني التونسية والمغربية في عزف وأداء مشترك بعد عدد من الـ "ماستركلاس" جمعت الطرفين من أجل إعداد عرض تمازجت فيه موسيقى المالوف والموسيقى الأندلسية في عودة للأصول.
واشتغل أصحاب العرض على تنويع الإيقاعات لإضفاء أجواء احتفالية تمشيّا مع أجواء فصل الصيف ورغبة الجمهور في الاستمتاع وكسر الروتين. ثلاث لوحات وشّحت سهرة الافتتاح، اللوحة الأولى والثانية كانت أندلسية، فيما تضمنت اللوحة الثانية عددا من أغاني الفنانة الراحلة صليحة، بأصوات مغربية وتونسية.
ولم يخفِ الفنان ابراهيم الشريف الوزاني سعادته بالعرض الذي جاء ثمرة تعاون لأكثر من عشر سنوات وعديد اللقاءات بين الطرفين ما جعل عرض.وأكد الفنان المغربي أن خصوصية هذا العرض تكمن في كون الكورال هو من أدى كل الأغاني وليس المطربين المعروفين كما جرت العادة وهو ما أعطى نكهة أخرى للحفل. وقال الوزاني، هذه البداية وبالتأكيد سوف نقدم عروضا أخرى في ذات السياق، فنحن أمام تراث يعود لأكثر من سبع قرون ومن واجبنا المحافظة عليها وتلقينه للأجيال المقبلة.
دورة تونسية بامتياز وتتواصل عروض مهرجان المنستير الدولي في دورته الجديدة مع عرض "القلب يعشق كل جميل" لمجموعة القيصر للغناء بقيادة المايسترو منصف الفريني، ثم عرض الفنان زياد غرسة، فعرض "القوالة" مع الشيخ حاتم الفرشيشي. ويقترح المهرجان سهرة سينمائية للأطفال والشباب، يتم خلالها عرض شريطين، "خاتم عليسة" وصاحبك راجل".
وأمام النجاح الكبير الذي شهده عرض "الرباط يغنّي" ارتأت هيئة المهرجان أن تكرر التجربة في عرض جديد يحمل مفاجآت جديدة هو عرض من إنتاج جمعية المهرجان أيضا.
وللفن الشعبي حضوره في الدورة الجديدة لمهرجان المنستير الدولي من خلال عرض للفنان هشام سلام، يليه عرض كريم الغربي "Flash Back"، فعرض موسيقي يخلّد ذكرى الفنانة الراحلة نعمة تؤثثه فرقة الشباب للموسيقى العربية بعنوان "نعمة في القلب". جمهور الراب سيصافح بلطي في سهرة أولى، ثم "Samara" و "Blingos" في سهرة ثانية خلال ليالي المهرجان.
ومن العروض التي سيسهر معها جمهور قصر الرباط عرض "Big Bossa" للفنانة وجيهة الجندوبي، وعرض الفنان لطفي بوشناق وعرض الفنان حسّان الدوس، إلى جانب عرض "تونسي ونص" لنبيل كلاب وعرض الزيارة لسامي اللجمي وعرض "التراث الشرقي في كندا" في إطار التبادل الثقافي الدولي. فيما سيكون اختتام الدورة الـ 52 مع الفنان صابر الرباعي الذي يعود للقاء جمهور المنستير بعد عشر سنوات.




مقالات أخرى





