كوثر ناجي: 'تكنولوجيات المعلومات أصبحت ضرورة ملحّة لمواكبة تطورات الإدارة الحديثة'

أكدت رئيسة الهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية، كوثر ناجي، أن "الملتقى السنوي لمراقبي المصاريف العمومية لسنة 2025، الذي ينتظم اليوم الثلاثاء، بمدينة الحمامات، يمثل فرصة هامة لتسليط الضوء على أهمية الرقمنة والتحول الرقمي"، معتبرة أن "تكنولوجيات المعلومات لم تعد خيارا بل أصبحت ضرورة ملحة لمواكبة تطورات الإدارة الحديثة".

وشدّدت ناجي، في تصريح لها على هامش هذا الملتقى، على أن "الذكاء الاصطناعي وتطوير البرمجيات يمثلان أدوات محورية لتحسين التصرف العمومي وترشيد الإنفاق، بما يعزز الشفافية ويخدم مصلحة المواطن". وأشارت ناجي إلى أن الحكومة شرعت في تنفيذ استراتيجية وطنية تهدف إلى جعل تونس مرجعا في مجال الرقمنة، من خلال إرساء منظومة رقمية متكاملة تعتمد على تبادل البيانات بطريقة آمنة، دون وثائق ورقية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بمواطن الفساد عبر نماذج تنبؤية متطورة.

كما أبرزت أن الملتقى يتضمن ورشتين: الأولى مخصصة لتشخيص واقع الرقمنة في تونس وتموقعها في خدمة السياسات العمومية، والثانية تتناول التحديات المطروحة وسبل تجاوزها نحو تطبيقات مندمجة تجعل من التحول الرقمي ثقافة مؤسساتية، وأكدت على أهمية تجاوز المقاومة الثقافية وتطوير المنظومة الرقمية الوطنية، مشيرة إلى اعتماد تطبيقة "أدب" في الرقابة المسبقة، والدفع الرقمي، والشراء العمومي، ضمن مسار رقمنة شامل يهدف إلى تجميع البيانات في منصة موحدة تدعم اتخاذ القرار.

من جهته، شدد رئيس الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية، عماد الحزقي، على أهمية التحول الرقمي في تعزيز الرقابة، مشيرا إلى إنجاز جزء هام من رقمنة أرشيف الهيئة، والعمل على تطوير القدرات التكنولوجية والبشرية، واستعمال الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والكشف المبكر عن الإخلالات.
وأكد الحزقي أن الهيئة أطلقت مشروعا لرقمنة المسارات الرقابية، وقد تم تفعيل تطبيقة لمراقبة مختلف المراحل، في انتظار استكمال بقية مراحل المشروع، كما أشار إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في غياب الترابط الآلي بين المنظومات، مما يعيق انسيابية تدفق المعلومات، داعيا إلى ضرورة تجاوز هذه الإشكاليات لضمان نجاعة الرقابة.

واحتضنت مدينة الحمامات اليوم الملتقى السنوي لمراقبي المصاريف العمومية لسنة 2025 تحت شعار "الرقمنة وتكنولوجيات المعلومات من أجل رقابة فاعلة على المال العام وتصرف عمومي ناجع"، بمشاركة عدد من المتصرفين وممثلي هياكل الإدارة والمراقبين وخبراء في المجال.

روضة العلاقي