Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/02/10 11:53

محمد الطّالبي مصلوبا

محمد الطّالبي مصلوبا

بقلم سعد برغل




عندما شاهدت الأستاذ محمد الطالبي  من ثلاث سنوات عرضة لشتى أنواع القذف والتكفير لأّْنّه أشهر على لسانه ما تكتبه الشيعة عن عائشة وعن الخلفاء الراشدين،تلقّفت المجموعات الإسلامية المتربّصة قول المؤرْخ وأسندوا إليه القول، والحال أنْه منه بُراء، ولكن الطالبي خانه رفاقه من الجامعيّين، فصمتوا خوفا أو تجنْبا للخوض في مساءل يكونون بواسطتها عرضة لكلّ تكفير، في ظرف اتّسم بتونس بإطلاق التهمة على كلّ مخالف.

قلت وقتها كان على الطالبي ألاّ يجادل هؤلاء لأنّهم يبحثون  عن هذه الفرص لإيهام النّاس لأنّهم حماة الإسلام كانت مواقف الطالبي تلك الناقلة لما يكتب الشيعة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من التأليف الهديّة الذهبيّة حتى يواصل الإسلاميّون نهب المجموعات المتديّنة بشعار "الإسلام في خطر"، لم يساند المؤرّخون الطالبي رغم صحّة ما أسند من مواقف عن عائشة والخلفاء ونعرف كلّنا أنّ فضائيات الشيعة لا تترك مناسبة إلا أشهرت هذه الأقوال، لكنّ "الحيط القصيّر" كان العلاّمة محمد الطالبي.

عندما تلقّفت قنوات الإثارة مواقف محمد الطالبي وجرّت الشيخ للتسجيل أكثر من أربع ساعات، وقد بلغ من العمر ما بلغ، كان الرجل يدافع عن رأيه في القرآن وفي قراءة ممكنة للقرآن، كان يقف ضدّ تيّار  يكرّر في غير إعادة نظر أو اجتهاد أحكاما فقهية عن الخمرة والممارسة الجنسيّة، كانت المسألة سرياليّة؛ شعب ثار من أجل الكرامة والتشغيل، تلقّفته أيادي صنّاع الرّأي العام ووجّهته وجهة لا علاقة لها بشعارات الثورة، فبدل تأمين الشغل لطالبيه والتطبيب لمرضاه، والتدريس لأبنائه، طفقنا نبحث في الآيات الكريمة ونشتغل على تحليل وتحريم وانتهينا كما يريد التحزّب إلى تكفير الطالبي ومن ورائه جمع من المفكرين والمبدعين والجامعيين، وكلّ من يخالف المألوف والسّار والمتوارث والمتعارف عليه، تكفير ضدّ التكفير، أحاديّة الفكر المخترق لأربعة عشر قرنا من التكلّس في مواجهة تفكير، قد نختلف معه أو نتفق، تفكير لم يجد رموزه، ومنهم الطالبي وبن سلامة وألفة يوسف والصدّيق والسليني والشّرفي وقرامي وجعيّط...، مساندة شعبيّة.

هل كان بإمكان الطالبي أن يسكت؟ هل كان عليه ألا يخوض في وسائل الإعلام في مسائل دقيقة تحتاج حدّا أدنى من الثقافة الدينيّة والتاريخيّة؟
هل كان على الطالب الانزواء بمكتبه والصّمت وعدم إشاعة التفكير وهزّ النّاس في مسلّماتهم؟ كيف انقلب عليه الجامعيون؟ بعضهم اتْهمه بأنه مخبر لبن عليّ يكتب التقارير في منافسيه من الحداثيّين؟ بعضهم اتّهمه بأنه كان ينظم حفلات أعياد ميلاد بورقيبة؟
كيف تحول الأمر إلى تدافع لا بين الرْجل والإسلاميين، بل بينه وبين العلمانيّين؟ هل نحتاج اليوم على أبواب الدواعش، أن يسخر من لا يعرف لون غلاف كتاب من كتب الطالبي من الطالبي وأن نقتطع من كلام الرّجل ما يسيء للثقافة  التونسيّة؟
من المستفيد من تخوين الطالبي ودفعه إلى إطلاق تهم التكفير، تكفير بورقيبة، تكفير الصديق؟ أيّة ثقافة هذه التي لا تصلح إلا للتكفير؟
وبعدها نتشدّق بالاعتدال والتسامح وقبول الاختلاف، الطالبي يكفّر، الطالبي مصلوب من التكفيريّين، الطالبي مطلوب من التكفيريين، الطالبي مطالب بحقّه الشرعي في التكفير؟





هذا مقال رأي و لا يلزم إلا كاتبه.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg