اوضح الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في تونس، الكبير العلوي، ان" الفساد لم يعد ظاهرة ليس لها حل "مؤكدا على ضرورة ان يصبح المواطن جزءا من الحل من خلال توعيته بضرورة مكافحة هذه الظاهرة.
وصرح الكبير العلوي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، الجمعة، ان البرنامج سجل تطورا على مستوى عمل الديوانة مضيفا ان نشاطهم يهم حاليا معبر راس جدير وميناء حلق الوادي وقد سجلوا بارتياح تراجع مظاهر الفساد والرشوة وفق قوله.
وقال " اصبحنا الان نسافر بصفر رشوة" مبينا ان المواطنين يشعرون بالراحة والرضا على مستوى الخدمات المقدمة.
نفس التحسن سجل ايضا على مستوى عمل البلديات ومراكز الشرطة والحرس الوطني حسب العلوي الذي احصى انشاء 10 مراكز امن نموذجية او مايعبر عنها "بشرطة الجوار" .
واكد المسؤول الأممي، ان دعم البرنامج لتونس في مجال مكافحة الفساد والحوكمة الرشيدة هو دعم استراتيجي بالاساس موضحا ان عمل البرنامج يتمثل في تشخيص الاشكالية ودعم قدرات الكفائات العاملة في هذا المجال.
وفسر طريقة عمل البرنامج التي تقوم على الاستثمار في الكفائات التونسية واعدادها كي تقوم بواجبها في مجال مكافحة الفساد مشيرا الى ان البرنامج الاممي رافق عمل الحكومة من خلال تقديم الدعم التقني انطلاقا من التشخيص ثم وضع الاستراتيجية الوطنية وصولا الى بلورة المخطط الوطني لمحاربة الفساد الذي انطلق الاعداد له منذ سنتين وتحديدا منذ ديسمبر 2016.
وابرز ان البرنامج قدم كل الدعم الضروري والمواكبة ووضع على ذمة الحكومة التونسية الموارد البشرية والتقنية والادارية الضرورية في حربها ضد الفساد منذ انطلاق التعاون المشترك سنة 2013 مشيرا الى ان هذا التعاون عرف قفزة نوعية خلال سنة 2016 .
واعلن عن قرب التوقيع على مشروع جديد لدعم الحوكمة الرشيدة بتونس بدعم من الوكالة الكورية للتعاون الدولي ودولة هولندا موضحا ان "ما يعنينا كمنظمة هو تحقيق نتائج ملموسة تمس المواطنين مباشرة حيثما كانوا وخاصة المهمشين منهم ".
وابرز ان التعاون مع الحكومة التونسية ارتكز خاصة على قطاع الصحة كنموذج خاصة على مستوى ادارة المستشفيات مشيرا ان العمل يتم وفق مراحل تبدا بالزيارات الميدانية لتشخيص الوضع ثم وضع خطة عمل وفي الاخير المرور لتطبيق الخطة المرسومة.
واكد ان البرنامج الاممي واكب تطبيق الخطة في جميع مراحلها في مستشفى جربة ملاحظا تسجيل تطور وتغير ملحوظ بفضل تطبيق الحوكمة الرشيدة على مستوى تحسن الخدمات مثل تخفيف طوابير الانتظار والتقليص في مدة انتظار المواعيد ومعالجة ملفات المرضى وتوزيع الادوية والتصرف في صيدلية المستشفى مما انعكس ايجابا على ظروف عيش المواطنين وذلك بشهادة مختلف المتدخلين في الميدان من مجتمع مدني وبرلمانيين وحكومة .
وعبر المسؤول عن امله في تعميم هذه النماذج التي تجسد نجاح خطة مقاومة الفساد على قطاعات اخرى على علاقة بالمواطن مثل التجهيز والتقل لما لها من تاثير مباشر على الاقتصاد والاستثمار.
وسجل تثمين البرنامج لما تقوم به الحكومة التونسة وايضا الجمعيات المحلية التي تشارك وفق رايه بطريقة جد فعالة في مقاومة الفساد حيث تم التوقيع على قرابة مائة اتفاق شراكة مع جمعيات محلية في مناطق نائية ومعزولة تتولى توعية المواطن من خلال تطبيق نظرية القرب من المواطن وايضا من خلال متابعة ودعم ماتقوم به الادارات المحلية .
واكد المسؤول في النهاية على اهمية دور الاعلام في مكافحة الفساد مبرزا ان البرنامج شرع في تنفيذ برنامج لتطوير قدرات الاعلاميينن في معالجة قضايا الرشوة بموضوعية بعيدا عن منطق السبق الصحفي والاثارة .