أفادت مديرة الاتصال بالديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه، مفيدة بن نصر ، ان المصالح الفنية المختصة بالديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه ، انكبت منذ مدة على انجاز عدد من الدراسات الفنية والهيدروجيولية ودراسات التهيئة واشغال تحسين قابلية التقاط المياه الضرورية لبعث محطات استشفائية متنوعة بولاية نابل، التي تزخر بمخزون هام من المياه المعدنية الساخنة والتي تتركز أساسا بمنطقة قربص بمنابعها السبعة (عين الصبية، عين الفكرون،عين الشفاء،عين العتروس ،عيون البحرية بكلاسيرا وعين أقطر ) وبمنطقة سيدي الجديدي من معتمدية الحمامات حيث ثبتت مزاياها العلاجية في التعافي من عدد من الامراض على غرار الروماتيزم وامراض النساء والامراض الجلدية و الصدرية.
واضافت ان جملة هذه الدراسات افضت الى بلورة ثلاث مشاريع استثمارية كبرى :
أولها بمنطقة قربص حيث انطلق الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه منذ سنة 2004 ،في إطار النظرة الاستشرافية لمنطقة قربص الكبرى، بإعداد دراسة مثال تهيئة منطقة قربص على مساحة تدخل تقدر ب 1300 هكتار منها 245 هكتار مساحة مهيأة بما سيسمح بإعادة تأهيل شامل لمدينة قربص، وبتثمين الثروات البيئية و الطبيعية للمنطقة، وسيمكن من إستقطاب حوالي 50 ألف طالب إستشفاء سنويّا ما بين تونسيّين و أجانب مع إمكانية إستقطاب أكثر من 10 آلاف زائر سنويّا من محبّي السياحة الايكولوجية ،من جهة ،ومن جهة أخرى من المنتظر ان يوفر المشروع ما يقارب 7700 موطن شغل وفق بن نصر.
وافادت ايضا ان مثال التهيئة يتضمن انجاز محطات استشفائية ووحدات فندقية واقامات للسكن بطاقة تقدر ب 7000 سرير ومناطق خضراء ومناطق ترفيهية متعددة، لتكون بذلك اول قطب سياحي استشفائي بتونس.
كما افادت ايضا انه وفي اطار تدعيم مكونات البنية الأساسية للمشروع ، انطلقت منذ مدة اشغال تهيئة الطريق الجهوية رقم 128 على مسافة كيلومترين ونصف ، طريق تربط، بين عين اقطر و المحطة الاستشفائية بقربص و ستشمل الاشغال ايضا صيانة الطريق الرابطة بين عين العتروس ووسط مدينة قربص إضافة الى انجاز اشغال التنوير العمومي ومد شبكة تصريف المياه و مآوي للسيارات، وتعد هذه الاشغال تتمة للقسط الأول من الطريق الرابطة بين سيدي الرايس وعين اقطر ،وسيمكن انجاز هذا الطريق، الذي من المؤمل انتهاء الاشغال به ،موفى سنة 2024، من حلحلة كل العوائق التي عطلت تجسيم مشروع قربص الكبرى.
اما المشروع الثاني ، فيتمثل في محطة استشفائية عمومية بالمياه المعدنية بمنطقة بنت الجديدي التابعة لمعتمدية الحمامات ويتمثل في احداث محطة استشفائية عمومية بالمياه المعدنية الساخنة على مساحة تقدر ب6900 م2 يتم تزويدها بمياه معدنية تبلغ درجة حرارتها 58 درجة و تضم وحدات لمختلف الاختصاصات الطبية لمعالجة الروماتيزم والتوتر والتأهيل الوظيفي وامراض النساء. ومن المتوقع ان تمكن المحطة الجديدة من تخفيف الضغط على المحطة الاستشفائية بجبل الوسط وتلبية الطلبات المتزايدة للمرضى والأطباء ،على هذا النوع من الطب البديل والخدمات الصحية في هذا المجال حتى تصبح في متناول مختلف الطبقات الاجتماعية .
أما المشروع الثالث فهو منتجع استشفائي بالمياه المعدنية مزوّد عن طريق بئر للمياه المعدنية بدرجة حرارة تقدر ب58 درجة وبمنسوب هام، متكون من محطة استشفائية عصرية ووحدتين فندقيتين و إقامات مزودة بالمياه المعدنية الساخنة ومجموعة من المحلات التجارية ، بحجم استثمار في حدود 200 مليون دينار.
ومن المؤمل ان يمكّن هذا المشروع من خلق حوالي 500 موطن شغل مباشر ومن تنويع المنتوج السياحي بالمنطقة و من شانه ان يساهم في تطوير السياحة الفلاحية والايكولوجية بالمنطقة بما يجعلها منطقة جذب لاستثمارات متنوعة ومختلفة وخلق ديناميكية اقتصادية واجتماعية هامة.
روضة علاقي