Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2014/08/06 15:19

"الكاتب المحاور وجيش الدولة الإسلامية الالكتروني أو "الذئاب المنفردة والجمهورعاوز كده


بقلم سعد برغل

كنت قد نشرت الاسبوع الفارط مقالاً بموقع جوهرة أف أم تناولت فيه موضوعاً ما كنت أعرف أنه حصص وشديد التأثير إلى الدرجة التي جاءت عليها مجموعة التعاليق،

وعددالرافضينلماوردفيالمقالمنرأييتجاوزبكثيرعددالمادحينلماكتبت،وهوأمرمفرحبالنسبةإلىكاتبينطلقمنحكمةتقول" لا يُرمى بالحجر إلاالشّجرالمثمر" فالمقال حقّق أولأهدافهوهيجعلالخانعينالمستكينينالقانعينبسماعالفضائياتوفتاوى دعاة الخليجيخرجونعنصمتهم ويُرسلون اللّعنات حتى يداروا جهلهم المقدّس، ولعل ردّة الفعل هذه تتطوّر لاحقا ، بما أنهم مسلمون، أو هكذا يدّعون، فيطلبون  العلم و يتصفّحون كتبا تنير لهم ما جهلوا من الإسلام حتى إذا تكلّموا في الدين تكلّموا بنسبية وتواضع لا بصَلف ووَهْمِ أنهم يمتلكون الحقيقة حالهم كحال كلّ المتقاتلين اليوم بالعراق وسوريا وليبيا، وكلّ يدًّعي الوصل بليلى، وقد بلغت أخلاقهم الإسلاميّة إلى قتل بعضهم البعض، فالقاتل يرفع سكينه صارخا"الله أكبر" والمذبوح يصرخ" الله أكبر". وينشرون فيديوهات فتحهم "الإسلامي" على الشبكة العنكبوتية، ويتباكون لماذا يكرهنا العالم؟.


هذا صنف من المتأسلمين الذين اكتفوا بسبّي، أنا وغيري ممّن يكشف للناس التجارة بالدين ويفضح ممارسات المتلاعبين بعواطف المسلمين وإخافة الناس من ربّ رحيم وزرع ثقافة الموت وعذاب القبر والله شديد العقاب وجهنّم وبئس المصير وحكايات الغول والملائكة التي تقاتل ضدّ بشار، والبغدادي الخليفة المهدي المنتظر الذي سيختن نساء الأرض بعد أن فَشَا فيها الظلم والإثم، وحركات إسلامية تدعو إلى قتل المسلم ولا تلتفت إلى الفلسطينيين، فقتال الإسرائيليين لا نصّ فيه، ودعاءٌ ليلي وتباكٍ يبلغ عنان السماء ودموع يذرفها كذبة باسم الدين على فضائيات تدفع لهم بالدولار لتجهيل العرب والمسلمين، فغزة تموت يوميا ولم نسمع دعوات للجهاد بها، وهؤلاء هم من يسبّون في تعاليقهم، لا تجد لهم رأيا للمناقشة، بل يكتفون بحيلة العجائز من قبيل" يكب سعدك يا سعد"، و" منذ متى تفهم في الفرق والإسلاميات" ويقول الثاني" أكاذيب بغير حجج"، ويردف الثالث "كلام مسقط بلا دليل ولا مستوى"،كلّ هذه عند أصحاب الثقافة والعقول النيّرة استنتاجات تشترط عقلا ناضجا يقوم على الاستدلال والاحتجاج، ينبني على مقدمة صغرى فكبرى فاستنتاج، لكنّ المدافعين، عن جهل، لا ينطلقون من مقدمات، بل يدفعهم الجهل الأعمى إلى مهاجمة كلّ من يخلخل قناعاتهم ورضاهم عن أنفسهم وتوهّمهم أنّ الجنة تحت أقدام الشيوخ، وأنّ ما يأتيه القرضاوي وحسّان والغنوشي واللوز وشورو من أفعال ومواقف ترقى إلى مرتبة المقدّس، وهو جهل بسيرة الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم،ومنها حديث تلقيح النخل "أنتم أعلم منّي بشؤون دنياكم"، فإذا كان الرسول الكريم مدركا أنّ معاصريه أدرى بمستلزمات حياتهم فكيف يُسلم البعض اليوم رقبته لفقهاء القرن الثاني أو الثالث، وإذا نبّهه أحدهم اكتفى بالتشكيك في إسلامه بدليل "حتى عند ذكرك للرسول صلّى الله عليه وسلم لم تصلي عليه" ( هكذا رسمها الفطحل)، ونرتدّ من جديد إلى الإسلام الشكلي اللغوي حيث يكفي سهوك أو عدم بسملتك أو حمدلتك حتى ترتفع آلاف الأصوات داعيّة إلى إقامة حدّ الردة عليك،ويتحوّل دعاة التسامح الإسلامي والأخلاق الإسلامية في رمشة عين دواعش يطالبون بالذبح والسلح ويستميتون في نفس اللحظة في التبرّؤ من ذبح داعشلأهل العراق ومن تفجيرات السلفيين وحكاية الطاغوت وأمّي سيسي.

خليط من عدم التعمّق في الدين والاكتفاء بوهم الأجر والثواب لأصحاب عقول تتصّور أن الدفاع عن الإسلام مشروع بكل الألفاظ والتهم والعبارات حتى ما نهى عنه الإسلام، فينهون عن أمر ويأتون بأشنع منه، ويُصوّر لهم جهلهم أن الخلافة من الدين، لكن كيف يسعهم التفريق بين الحكم المدني والشريعة؟ وهم لم يقرؤوا كتابا واحدا، ويصوّر لهم دعاة البترولار أنّ نقد الحكام هو اعتداء على أصول الدين، وأنّ مراجعة المقولات مثل وحدة الأمة هدم لأركان الإسلام، ويذكّرني حالهم بحال من اغتال فرج فودة لمّا سأله القاضي "ماذا قرأت له" فأجاب" أنا لا أقرأ ولا أكتب"، وحال من اغتال فودة كحال من أراد اغتيال نجيب محفوظ، عقل تلاعب به المتأسلمون وجيّشوا المؤمنين ضدّ المثقفين والكتاب وحملة الفكر الحر فلا غرابة أن يعلن أحد "العقلاء" ممّن اطّلع على المقال "خلط حق وباطل لعله يمرر على العامة. حرية الاختلاف حق ونبذ التعصب حق أما الطعن في أصول الدين والعقيدة ووحدة الأمة، ثم أكل لحوم الناس والكذب عليهم فالله حسيبك"و "العامة" مصطلحيعودللقرن الأوّل.أمّاكيفوأينومكانالخطأالعلميوالحجةالعلميةالنقيضة فهيالغائبة.

الرّأي عندي أن الكاتب يكتب ما يراه رأيا صائبا قابلا للنقاش و التحاور، شرط أن تتوفّر شروط التحاور: أوّلها، كما تقول الأخلاق الإسلامية، احترام الآخر وعدم السبّ وعدم التنابز بالألقاب فالرسول الكريم إنما جاء متمّما لمكارم الأخلاق، وثانيهاأن يقدّم المعترض على الكلام رأيا قابلا للمناقشة لا مجرّد تهم فضفاضة صالحة لكل المقالات والمقامات من نوع " فرنكفوني، تغريبي، صفر فاصل، مسيء للإسلام، هويتنا في خطر"، فتبحث عن قول يستقيم حتى تستفيد من حججه فلا تظفر بسوى الفراغ وانحطاط الأخلاق، وثالث الشروط ألاّ تقرأ تعليقات ينكح الكلام فيها بعضَه بعضا، خواتم الكلم لا علاقة لها بالمقدّمات، صادرة عن جهل مغلّف بالدفاع عن الدين.

هؤلاء صنفان لا ثالث لهما: مدافع عن حسن نيّة عن الإسلام انطلقت عليه حيل تجّار الدين وأوهموه أنّ كلّ نقد لرجال الدين اعتداء على الإسلام، وأنّ كل نقد لاجتهادات المشرّع  اعتداء على الإسلام، ولا يُسعفه مستواه العلمي بالدخول في مناظرة فيسبّ بحسب قدرته الثقافية، ولا يُكلّف الله نفسا إلاّ وسعها. وصنف ثان مأجور يعمل بمقابل، جاهز للسب والشتم والبصق بعبارات نابية وألفاظ سوقية تدلّ فعلا انّه لا علاقة له بالإسلام، من قبيل السلفي بائع الخمرة للاحتطاب، أو السلفي المغير على فرع بنكي للاحتطاب، وقد أنتجت هذه الظاهرة الشغلية في الحركات الإسلامية المعاصرة جيشا الكترونيا، يعمل تحت تسمية الذئب المنفرد، كما يقع هذه الأيام بتونس لذلك تجدهم بكلّ المواقع يهتكون الأعراض لكسب أجرهم من مشغّلهم.

حتى لا يكون كلامي من صنف التعليقات التي أقرؤها كلّما نشرت مقالا، أحيل من أراد التعمق على كتابجيشالدولةالإسلاميةالالكتروني" الذئابالمنفردة" بقلم أحلام النصر، تقول: " هذا الجيش؛ الذي ليس له قيادة مركزية، كما أنّ مِن الصَعب التحكم به، إلا أنه رغم ذلك يتحرّك بنفَسٍ واحد وقلبٍ واحد، مُنطلقًا مِن صَميم المنهج الذي جعله ينصر الدولة الإسلامية ابتداء؛ إذ رأى فيها الحامي لهذا المنهج والسائر به، والعامل على تحقيق مُقتضاه مِن الخلافة والحُكم بالإسلام. هذا الجيش الذي لا تفتّ في عَضُده الأكاذيب والافتراءات؛ لا تمرّ عليه شُبهة واحدة دون أن ينقضها، وينسف أساسها، ويبيّن عَوارها، ويُظهر أوجه التناقض في كلام الخصوم مِن الخونة والعُملاء، في عَملٍ دؤوب تجد فيه الهمّة والحماس والمثابرة والشَغف والتنافس، بروح تكاد تكون موازية لجهود المجاهدين على الأرض."


جيشجاهزعلىمدارالساعةللسّبّوالشتموالقرصنةواختراقالحواسيب والمراسلات والمعطياتالشخصيةباسمالدينوباسمحمايةالدين،أجّر صفحاتوموّلمواقعوجرائدالكترونية، وانتدب شبابا ونظّم لهم دورات في علوم السبّ وفنون هتك الأعراض،ولنابتونسعددكبيريعمللصالحالأحزاباليمينيةواليسارية،فإذاصادفأنكانالمقاللكاتبذكَرٍفهورجعي من أيتام بن عليّ بورجوازي مستغل في جيش اليسار أو هو كافر ملحد مرتد مسيء للإسلام عند مرتزقة اليمين، وإذا كانت امرأة فهي العاهرة عند أهل اليمين وهي العميلة والخائنة لطبقتها عند أهل اليسار من هذا الجيش الإلكتروني الذي ينهش أعراضنا و يحرّض علينا ويشتمنا ويلعننا ويسبّنا دفاعا عن مكارم الأخلاق الإسلاميّة، أو عن مصالح البروليتاريا، ونحن نعرف أنّنا ما أوتينا من العلم إلا قليلا.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg