قال محام وأحد النشطاء المقربين من كريم طابو، أحد رموز المعارضة الجزائرية، إن محكمة جزائرية أمرت اليوم الخميس بحبس طابو بتهم المساهمة في إضعاف معنويات الجيش.
وجاء اعتقال طابو بعد احتجاجات أسبوعية دامت شهورا وأجبرت الرئيس المخضرم عبد العزيز بوتفليقة على التنحي في أفريل، غير أن المتظاهرين ما زالوا يطالبون بإصلاحات أكثر شمولا للنظام الحاكم. ولم تصدر وزارة العدل حتى الآن بيانا.
وطابو الذي ألقي القبض عليه أمس الأربعاء هو ثاني شخصية معارضة بارزة يتم احتجازها في غضون شهور بعد أن تمّ في جوان عتقال لخضر بورقعة، الذي كان شارك في حرب الاستقلال.
واتّهم بورقعة أيضا بالمساهمة في إضعاف الروح المعنوية للجيش وإهانة السلطات.
ورغم مطالبة المتظاهرين بابتعاد الجيش عن السياسة، فإن دوره المركزي زاد أثناء الاحتجاجات إذ ساعد في تيسير إبعاد بوتفليقة ومقربين له عن السلطة.
وتُصعد السلطات حاليا الضغط على المحتجين بتكثيف الوجود الأمني أثناء المظاهرات، كما دفع قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح باتجاه إجراء انتخابات لإنهاء الأزمة.
وتعاني الجزائر فراغا دستوريا بسبب عدم إجراء انتخابات رئاسية منذ رحيل بوتفليقة عن الحكم في أفريل، لكن الحركة الاحتجاجية الواسعة والتي تفتقر لوجود قائد ترفض إجراء الانتخابات في الوقت الراهن.
وتعتقد الحركة أن من الممكن التلاعب بنتيجة أي انتخابات تتم في ظل وجود الحرس القديم الذي يسيطر على مقاليد السلطة منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.
ويطالب المحتجون تحديدا برحيل رئيس الوزراء نور الدين بدوي. وقال مصدران لرويترز هذا الأسبوع إن بدوي يعتزم الاستقالة قريبا.