رقعة الفقر تلتهم الطبقة الوسطى في تونس


أصبح التونسيون يطلقون على صغار الموظفين والحرفيين والأجراء والمدرسين "فقراء الثورة" وذلك بعد 5 سنوات على الثورة فقد عصفت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بالمقدرة الشرائية لهؤلاء حتى أن رواتبهم الشهرية لم تعد كافية لتسديد تكاليف المعيشة.
و كانت الطبقة الوسطى قبل 2011 تمثل نحو 60 بالمائة من المجتمع أي حوالي ثلثيه فيما تتوزع ال40 بالمائة الباقية على 23 بالمائة من الأغنياء و17 بالمائة من الفقراء في ما كانت رواتب و مداخيل الشرائح السفلى من الطبقة الوسطى قادرة على مواجهة نفقات المعيشة نسبيا حسب تحقيق نشرته جريدة الصحافة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.
ويعود محافظة الطبقة الوسطى على مكانتها قبل الثورة نتيجة عاملين اثنين أولهما رقابة صارمة من قبل مؤسسات الدولة على الأسعار وثانيهما سياسة الترفيع في الرواتب سنويا بناء على مفاوضات اجتماعية دورية تأخذ بعين الإعتبار نسبة تضخم الأسعار.
وباتت النفقات المعيشية تلهف الرواتب الشهرية لفقراء الثورة خلال النصف الأول من الشهر وفي أحسن الحالات خلال 20 يوما ما دفع بهم إما للتداين لدى البنوك أو ممارسة مهنة ثانية بما فيها الوضيعة.
وأكد أكثر من خبير في التنمية الاجتماعية في تصريح لجريدة الصحافة أن الرواتب التي تقل عن 700 دينار شهريا قادت بالأجراء والموظفين إلى الانزلاق في مستنقع الفقر ومغادرة الطبقة الوسطى ما أملى عليها تغير الأنماط الاستهلاكية بما فيها التغذية.



