"سونغوي بلوز" تختتم أيام قرطاج الموسيقية

على إيقاع ألحان ملؤها الفرح والتفاؤل، تختم أيام قرطاج الموسيقية فعاليات الدورة السابعة التي تأتي في تصور مغاير تغيب عنه المسابقة الرسمية والجوائز لتفسح المجال  لحضور موسيقية أكثر ولالتئام لقاءات تفتح آفاقا أرحب للفنانين التونسيين.

ومع حفل بإمضاء المجموعة الموسيقية المالية " سونغوي بلوز"، يسدل المهرجان الستار على العروض الموسيقية المختلفة التي حضرت فيها الموسيقى العربية والإفريقية وموسيقات العالم وحضرها جمهور بلغ عدده 4333، ومن بينها 11 عرضا بشبابيك مغلقة.
وفي موسيقى حفل الاختتام، تتجلى قدرة الفن على تحدّي الواقع والآفات التي تشوبه من خلال رحلة عمر، وعلوي، وغاربا، ونات، المنتمين لعرق "السونغوي" والذين دفعتهم التوترات في شمال مالي إلى الهرب من المدينة وإنشاء مجموعة موسيقية تحتفي بالحرية والتسامح.
وانسجاما مع فلسفة الدورة السابعة للمهرجان الذي يعلي راية الاختلاف والتنوع، تصدح الأغاني التراثية للسنوغوي على نسق مزج بين الموسيقى التقليدية والحديثة.
وطيلة أيام المهرجان، كان عشاق الموسيقى على موعد مع عروض تونسية وعربية وإفريقية تجمع بين الأصالة والتجديد والابتكار وتطرح رؤية مختلفة للإنتاج الموسيقي، عروض توافد عليها الجمهور وتفاعل مع ألحانها.
واحتفت البرمجة بالفنانين التونسيين الواعدين الذين بدؤوا يخطون بصمتهم في المشهد الموسيقي وتصدح تجارب هؤلاء الفنانين في أكثر من نصف العروض المبرمجة في المهرجان، عبر مشاريع إبداعية أصيلة تراوح بين الامتداد في الثقافة الموسيقية التونسية بما تحويه من زخم وتنوع وبين موسيقات العالم من جاز وراك وراب وبلوز والكتريك وغيرها.
كما كانت هذه البرمجة، مجالا لتصدح فيه موسيقى فرق موسيقية من العالم العربي وافريقيا وفرصة ليطلع جمهور أيام قرطاج الموسيقية على أعمالها ويسافر في جولة تنتفي حدود الزمان والمكان وتحمل إليك ألحانا من الجزائر والمغرب ومالي والسنيغال والطوغو ومدغشقر وفلسطين ومصر والاردن.
في إطار انفتاحها على فضاءات مختلفة، قدّمت أيام قرطاج الموسيقية في دورتها السابعة رؤية أخرى ترتكز بالأساس على الالكترو في بعديه الصوتي والبصري لتصدح الموسيقى الالكترونية في المدينة العتيقة بتونس وتزين تعبيراتها فضاءات تراثية.
وفي هذه الدورة التي تحمل شعار التجديد والترويج للمواهب الواعدة  في كل من إفريقيا والشرق الأوسط، يسعى المهرجان إلى أن يكون منصة معترفة بها عالميا في تنمية المشهد الموسيقي الواعد في افريقيا والشرق الأوسط والترويج له.
من هذا المنطلق انتظمت لقاءات حول المشاكل والتحدّيات المتعلقة بالصناعة الموسيقية قي تونس وإفريقيا والعالم العربي، قدم فيها مهنيون من مختلف أنحاء العالم، "ماستر كلاس" حضورية ورقمية لمناقشة القضايا المتعلّقة بتنقل الفنان وتصديره إنتاجاته، وحقوق التأليف والنشر، وديمومة المهرجانات بالإضافة إلى دور الموسيقى في دعم قضايا التنمية المستدامة.