مؤتمر المناخ يتبنى اتفاقا تاريخيا باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري: فماهي هذه المادة ؟


اتفق وزراء حكومات يمثلون حوالي 200 دولة حول العالم على التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري وذلك أثناء مؤتمر المناخ COP28.
هذا وأعلن رئيس مؤتمر المناخ بنسخته الـ 28 والمنعقد في دبي، سلطان الجابر، التوصل لاتفاق يدعو إلى التحول التدريجي من الوقود الأحفوري لاول مرة في التاريخ، مؤكدا أن نجاح هذا الإتفاق يأتي من خلال تنفيذه على أرض الواقع عن طريق الدول المشاركة والتي عملت على الوصول إلى اتفاق واضح بهذا الشأن.
ماهو الوقود الأحفوري؟
الوقود الأحفوري هو مادة طبيعية تكونت من بقايا كائنات قديمة مدفونة على مدى ملايين السنين حيث أدت الحرارة والضغط على طبقات الرواسب إلى تغيير البقايا العضوية المتحللة إلى مواد يمكن استخدامها كمصدر للطاقة.
يعتمد هذا النوع من الوقود على دورة الكربون في الطبيعة ويستخرج من المواد الأحفورية كالفحم الحجري والغاز الطبيعي والبترول وهي مواد تحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة وطاقة تُستخدم في كافة الميادين تقريباً.
هل البِترول سائل أم غاز؟
يكون البِترول سائلا أو غازا بحسب عمق البِترول ودرجة حرارته حيث يتكون الغاز الطبيعي في مواقع عميقة جدًا وأكثر حرارة.
فهو خليط معقد من الهيدروكربونات التي تتشكل في الأرض في صورة سائلة أو غازية أو صلبة. لكن غالبًا ما يقتصر مصطلح "البِترول" على الشكل السائل له والمعروف باسم النفط الخام.
أما من الناحية التقنية، يشمل مصطلح "البِترول" أيضًا الغاز الطبيعي والشكل اللزج أو الصُّلْب المعروف باسم البيتومين، والذي يوجد في القطران الرملي.
إن الوقود الأحفوري السائل الرئيس المستخدم اليوم هو المنتجات النفطية المكررة وتشمل البنزين وزيوت الوقود مثل الديزل ووقود الطائرات وزيوت التدفئة المنزلية وما يزال الكيروسين الذي كان يستخدم على نطاق واسع لتوفير الضوء يستخدم في العديد من الأماكن للطهي والتدفئة كما أنه الوقود الرئيس للمحركات النفاثة الحديثة.
ويستخدم الغاز الطبيعي للتدفئة والطبخ في المنزل وللتدفئة الصناعية، ويعد الغاز الطبيعي مصدر طاقة نظيف فهو لا ينتج دخانًا ولا يترك أي رماد خلفه لذلك غالبًا ما يكون وقودًا مفضلًا لأسباب بيئية.
أماكن وجود الوقود الأحفوري
لا يتوزع الوقود الأحفوري بالتساوي في جميع أنحاء الأرض، حيث تمتلك الولايات المتحدة وروسيا والصين أكبر رواسب الفحم في العالم وتوجد رواسب كبيرة أيضًا في أستراليا والهند وجنوب إفريقيا، ويوجد أكثر من نصف احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المعروفة في العالم في الشرق الأوسط، وهذا يعني أن الشرق الأوسط يحتوي على نفط أكثر من بقية دول العالم مجتمعة يليه كندا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأجزاء من روسيا وما وراء القوقاز وآسيا الوسطى، حيث تحتوي كل منطقة من هذه المناطق على أقل من 15٪ من الاحتياطيات المؤكدة في العالم.
عيوب الوقود الأحفوري
يوجد عيبان رئيسان للوقود الأحفوري الأول أنه وقود غير متجدد أي محدود على الأرض، والثاني هو الضرر البيئي الذي يسببه، حيث يؤدي حرق البِترول والفحم إلى إطلاق غازات ضارة مثل أول ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت فتُلوث هذه الغازات الهواء وتتفاعل مع الرطوبة في الغلاف الجوي فتكوّن أمطار حامضية.
وقد أظهرت الأدلة العلمية أن حرق الوقود الأحفوري يزيد من درجات حرارة الغلاف الجوي للأرض والذي يسمى تأثير الاحتباس الحراري حيث يسبب تغير المناخ وهو مصدر قلق بيئي خطر.



