Français|

الاستقبال >أخبار >دولية

دولية2024/12/09 10:34

و سقط الأسد...أمّا بعد

و سقط الأسد...أمّا بعد

بينما اتجهت الأنظارُ منذ أكثر من سنة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقطاع غزّة وما يَرتكبهُ الاحتلالُ من مَجازرَ وجرائمَ حرب يوميا، تَصّدرت سوريَا فجأةً عناوينَ الأخبار في وسائلِ الإعلام العَربية والغربية، وبَدَت للوَهَلةِ الأولى كسابِقَاتِها.. اشتباكاتٌ بيْن جَماعاتٍ مُسلحة وقواتِ الجيْش السُوري المُسيْطرِ على الميْدان بدَعْمٍ روسي وإسنادٍ إيراني..

لكن سُرْعَانَ ما تواترت الأخبارُ و تَطوّرتْ من مُجرّدِ اشتباكاتٍ إلى سيْطرة المُعارضة المُسَلحة على عِدّة مُدُن سورية بأكملها، ودُونَ سَابِقِ إنْذَارٍ، تَحوّل العُنوانُ الأبرز إلى سُقوط النظامِ السوري وفِرَار بَشّار الأسد من دمشق و سيْطرة الجماعات المسلحة على العَاصمة السورية، وخِلاَلَ سَاعَاتٍ تَحوّلَ المَشْهدُ إلى إسقاط تِمثالِ الرَئيسِ السوري السابق حافظ الأسد وجرِّه في سَاحة الأَمَوِيين واقتحامِ قُصُور نَجْله بَشّار وكَشْفِ مَا في خَزائنِها من ثَرَوَاتٍ وفِي أقْبِيته مِن سيّارات فاخرة، ثمّ تَفريغ السُجْونِ السورية من المُعْتقلينْ..
صُورٌ أعادت إلى ذِهن المُشاهد العربي ما حدث للرئيس السابق العِراقي صدّام حُسيْن ومِن بَعده بن عِلي والقَذَافي ومبارك وعلي عبد الله صالح والقَائِمَة تَطولْ، وانْقسمَ الشَارِعُ العَربيُ بَين مُهَلّلٍ لسُقُوط نِظام بشّار الأسد وبيْن مُحَذرٍ من تَداعياتِ ما وُصِفَ بالزْلزال المُدّوي على اسْتْقْرَارِ المِنْطقة بأكملها، خاصة مع تَزامُنِ الإعْلاَنِ عَنْ سقُوط الأسدْ مع قَصفِ الاحتلال لمواقع إستراتيجيةٍ في قَلب العاصمة دمشق وسيْطرة جنود الاحتلال على منطقة جبل الشيخ السورية دون أيّ مُقَاومةٍ وإنْشَاءِ مِنْطَقَة حُدُودِية عازلة.
ومع تَسَارعِ الأحداثِ، أصبح الأسْدْ مِن المَاضي وتَصْدّرَ المْشْهَدَ على عَجَلٍ.. الجُولاني واسمُه الحقيقي أحمد الشرع زَعِيمُ هيْئة تحريرِ الشام التي كانت تُعرف سابقا باسم جبهة النُصْرة عندما كانت فرعًا لتَنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، الجولاني الذي صنّفته واشنطن إرهابيا، قاتل قبل تأسيس جبهة النُصرة مع تَنظيم القاعدة في العراق وقَضّى خَمسَ سنوات في سِجن أميركي، ثُمّ أرْسله زعيمُ تنظيم داعش الإرهابي في العراق في ذلك الوقت، أبو عُمر البغدادي، إلى سوريا مع بداية الحرب في سوريا.
وبينمَا كان تنظيمُ داعشِ ينهار، عزّز الجولاني قبضة هيْئة تحرير الشام في مدينة إدلب، وأسّس إدارة مَدَنية تُسّمَى بحُكُومة الإنقاذ وانتقل تَدريجيًا من خطاب إسلامي مُتطرف إلى نوع من الاعتدالْ في مُحَاولة لتَغيير صورته من العَمَامة البيضاء، إلى الزيّ العسكري وُصُولا إلى الزيّ المدني، مؤكدا أنّ جماعته لم تُشكل أبدا تهديدا للغرب وقال في أحد تصريحاته "أُكررُ أنّ تَوَرُطنا مع القاعدة انتهى".
إذَا هُو مَشْهدٌ جَديدْ بَدت مَلاَمِحُه تَتَجلى في ظَرْفٍ إقليمي يستعد فيه الرئيسُ الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب لإدارة البَيت الأبيض مُجَددّا ووَسط تقاريرَ تُفيدُ بوُجُودِ صَفْقة لإعادة ترتيب الأوراق المُبَعَثرة في المنطقة فمُهّمة الأَسَدْ انتهتْ ولم يَعدُ يحظى بحصانة داعميه.. والأولويةُ اليوم لاسْترجاع هيْبة وسَطوة الاحتلال الذي ضربته المُقَاوَمَة الباسلة في غزّة ولُبنان في مقتل وكَشَفَتْ جَرَائِمَهُ للرأي العام العالمي من جهة، ولحَسْمِ الحَرْبِ في أوكرانيا وتغليب مَصَالِح الدُوَل قبل مَصَالح أذرعها وأتْبَاعِها في المنطقة، من جهة أخرى.
                                                                        أشرف بن عبد السلام

الطقس

اليوم 05.05.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg