بالتزامن مع احياء ذكرى رحيل الزعيم ياسر عرفات: رجل المفاوضات صائب عريقات يترجّل بعد مسارات


توفّي صباح اليوم الثلاثاء، أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات المعروف برجل المفاوضات والأسرار الرئاسية والمقرّب من الزّعيم الراحل ياسر عرفات.
وغيّب الموت اليوم في مستشفى هداسا في القدس المحتلة، كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بفيروس كورونا وتصادف أن يكون ذلك بالتزامن مع احياء الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس المؤسس ياسر عرفات "أبو عمار" (تم الاعلان عن وفاته يوم 11 نوفمبر 2004). وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد وتنكيس الأعلام 3 أيام.
وفي 9 أكتوبر 2020 أُعلن عن إصابة عريقات بفيروس كورونا، وفي 18 أكتوبر نُقل إلى مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي في القدس لتلقي العلاج. وكان عريقات خضع في عام 2017 لعملية زراعة رئة.
رجل المفاوضات:
وتتمثل أبرز الأدوار التي قام بها ابن القدس صائب عريقات في قيادته الوفد الفلسطيني المفاوض مع إسرائيل قبل اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، ويوصف بأنه مقرب من الرئيس عرفات أكثر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكان حاضرا في أغلب لقاءات الرئيسين الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس مع قادة العالم.
وفي العام 1995، لقبه الرئيس الراحل عرفات بلقب "كبير المفاوضين الفلسطينيين" غير أن عريقات لم يكن في حقيقة الأمر يقود كل المفاوضات، إذ قاد أحمد قريع "أبو علاء" مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وكذلك فعل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السابق ياسر عبد ربه. وفي العام 2009 أوكل إليه الرئيس الحالي عباس مهمة قيادة الوفد الفلسطيني المفاوض.
وعرف بكبير المفاوضين الفلسطينيين منذ عام 1996 لمشاركته في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وشغل أخيرا منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ابن القدس الشرقيّة:
وُلد عريقات في 28 أفريل 1955 في بلدة أبو ديس شرق القدس، وقبل انخراطه في العملية التفاوضية عمل عريقات محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ومحررا صحافيا في جريدة القدس في المدينة المحتلة.
وسافر وهو في سن السابعة عشرة إلى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، ثم حصل على الشهادة الجامعية من جامعة سان فرانسيسكو الأميركية وجامعة برادفورد البريطانية التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام.
وبعد نيله درجة الدكتوراة حصل على الجنسية الأميركية، ثم عمل محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس كبرى الجامعات الفلسطينية وأعرقها، كما عمل صحافيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما.
مسارات ومحطات
وعريقات كان أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس ياسر عرفات. وكان نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.
وفي 1995 أضحى كبير المفاوضين الفلسطينيين، وانتخب للمجلس التشريعي الفلسطيني ممثلا عن أريحا عام 1996.
وكان أحد المقربين من ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001، واحتفظ بمقعده في المجلس التشريعي بالانتخابات البرلمانية في 2006 التي كسبتها حركة حماس، ولم تستطع الحركة منافسته في أريحا.
وفي عام 2009 انتخب عضوا باللجنة المركزية في حركة فتح، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم اختير بالتوافق في نهاية 2009 عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وبدءا من ظهوره السياسي الأول عبر ارتداء الكوفية الفلسطينية في وفد بلاده إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، مرورا بالعمليات التفاوضية اللاحقة، ارتبط اسم عريقات بالمفاوضات مع إسرائيل، التي جعلت منه "حامل أسرار" القضية.
"الحياة مفاوضات"..
وأصدر عريقات كتابه "الحياة مفاوضات" في العام 2008.
وكتب عريقات في كتابه " إن الحروب تعددت أسبابها ولكن المصالح تبقى أساس أي صراع، وإن الصراع سببه الشعور بأن مصالح الأمة في الحرية والأمن في خطر وأن الموارد مهددة.. وإذا كانت الصراعات حتمية فإن المفاوضات حتمية".
وتابع عريقات: "هذا الكتاب يقرأ من عنوانه -الحياة مفاوضات- أي العوامل المشتركة التي تجمع البشر كافة على اختلاف دياناتهم وحضاراتهم وثقافاتهم ولغاتهم وأعراقهم".
الجوهرة أف أم- وكالات




مقالات أخرى

دولية22/06/2025
ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران




وطنية22/06/2025
طقس الأحد 22 جوان 2025

