Français|

الاستقبال >أخبار >سياسة

سياسة 2014/01/21 18:21

مازري حداد : لقد أخطأت يا رشيد عمار

مازري حداد : لقد أخطأت يا رشيد عمار

ردا على الجنرال رشيد عمار في مقابلتكم مع الصحفي محمد بوغلاب صرحتم لصحيفة التونسية بتاريخ 163 جانفي 2014 بانني ظلمتكم و بانني كنت مخطأ في حقكم و بأنكم أديتم مناسك الحج و تخافون الله . أنا اخشى الله حتما لأنني لم ازر الكعبة الشريفة فدعني اقول لكم عذرا سيدي الجنرال ان كنت فعلا لم تطلق سراح القناصة و المرتزقة الأجانب الذين سفكوا دم الأبرياء و حوّلوا الإنتفاضة الشعبيّة إلى انقلاب على النظام الحاكم.

نعم عذرا و الف عذر إن كنتم مفعولا به وإن كان الشخص او الجهاز غير شخصكم لأن عملية تهريب المرتزقة و القناصة الأجانب ليست من وحي الخيال بل حقيقة مرّة من أوجاع الذاكرة , سيدي الجنرال أنا لست من الذين تحركهم بعض الاطراف و الأشخاص للنيل من شخصكم الفذ.

لم أنتظر ابعادكم و تحويلكم إلى التقاعد حتى انتقدكم بل فعلت ذلك و أكثر من ذلك عندما كنتم على رأس الجيوش الثلاثة اي منذ شهر جوان 2011 بعد ان أدركت ابتداءمن شهر جانفي 2011 أن تونس مستهدفة في ترابها و في سيادتها و في ثرواتها و في شرفها و في حاضرها و مستقبلها وفي ثقافتها وفي هويتها العريقة. سيدي الجنرال, أنا لم أتهمكم عن كره أو حسابات سياسية خسيسة او لانني اشارك في حملة تشويه مدبرة تحاك فعلا ضدكم من قبل الرئاسة الزائلة حيث يعمد بعض السياسويين و الضباط المنحرفين للحط من قيمتكم و التشنيع بكم , ان قضية القناصة ليست اسطورة أو من نسج الأخيلة وانما هي حقيقة لم تريدوا كشفها و مصارحة الرأي العام التونسي بها قط.

 

تعلمون مثلي ان هؤلاء المرتزقة الذين دفعت قطر أجورهم لقنص الأبرياء من شعبنا تماما كخلايا الضواهري زعيم القاعدة, وبشهادة الصحفي الفرنسي بجريدة لوموند ديبلوماتيك وبناء على تصريحات ضابط فرنسي كبير متقاعد –غادروا التراب التونسي عبر مطار تونس قرطاج يوم 13-01-2013. من تستّر عليهم؟ من تركهم يغادرون البلاد ؟ كيف استطاعوا ركوب الطائرة بعتادهم و ذخيرتهم ؟ اتذا سيدي الجنرال تبقى هذه الأسئلة معلّقة دون اجابات و يريد التونسيون معرفة الحقيقة .

كل الحقيقة حول المؤامرة الأجنبية. تلك الحقيقة و حقائق اخرى حول المخطط الإسلاماوي –الأطلنطي ضدّ تونس وحقيقة الأحداث الدامية لشهر جانفي 2011 يجب كشفها اليوم قبل الغد سيدي الجنرال -احتراما لسمعتكم و اشعب تونس – يجب كشفها قبل الانتخابات المقبلة. سيدي الجنرال لانني انتمي لتونس العريقة و الى جيل المدرسة البورقيبية احترم المؤسسة العسكرية و أقدّر العسكريين من الجندي الباسل إلى الضابط الكبير, وددت لو كنت مكانكم سيدي الجنرال في جانفي 2011 لاحباط المخطط الذي استهدف تونس مصر ليبيا و اليمن ثم سوريا و لتفادي ما الت اليه الأمور من تردّي وانحطاط بعد جانفي 2014.

 

لقد بذلت قصار جهدي و حاولت في 13 جوان 2012 عندما اعلنت عن مبادرة في 7 نقاط و التي تركتكم في اللامبالاة ودون اي ردة فعل. في جوان 2012 كان انقاذ تونس ممكنا و لم يكن ندائي دعوة لانقلاب عسكري كما اعتقدج كثيرون وكما ذكر به الرئيس المؤقت المرزوقي في خطابه الأخير. لقد كان ندائي ردّة فعل وطنية وحرة على الدمار الذي لحق بالوطن . لكم وددت أن أجد فيكم سيدي الجنرال عبد الفتاح السيسي أو ليامين زروال في جانفي 1992.

 

أدرك جيدا أن مهمة جيشنا الوطني ودوره يختلفان عن الجيش المصري أو الجزائري . سيدي الجنرال لا تقل لي إن الجيش التونسي جمهوري و لا يتدخل في الشأن السياسي لأن الجمهورية البورقيبية هي التي كانت مستهدفة وهي التي انهارت منذ ذلك الوقت . ولأن السيادة الوطنية هي التي كانت مهددة وأصبحت اليوم دون أي معنى ,اعلم جيدا أن عقيدة جيشنا الوطني ليست نفس عقيدة الجيش المصري أو الجزائري , أما المهمة و الفلسفة هي نفسها التي تقوم تقوم عليها كل جيوش العالم ألا وهي حماية التراب و الدفاع عن السيادة الوطنية. سيدي الجنرال أعلم جيدا أنكم مستهدفون من قبل حملة تشويه مغرضة يحاول عبرها بعض الساسة والموجودين في الحكم وبعض المعارضين وبعض الكوادر الغسكرية التنقيص من سمعتكم والنيل من وطنيتكم خوفا من امكانية ترشحكم للانتخابات الرئاسية القادمة .

 

انتم تعرفون سيدي الجنرال بأني لست منهم و ليسوا مني ولا أشارك في الحملات المسعورة والمغرضة ضدكم بل أندّد بهذه الممارسات الواطئة والبغيضة واتمنى لكم بكل صدق الترشح لهذه الانتخابات . لانكم جنرال عسكري و السيادة قيمة ثابتة عندكم وحسكم الوكني وكرامتكم قويّة مقارنة ببعض الإنتهازيين من السياسيين والوزراء السابقين.

 

لقد أخطأتم حين رفضتم تسلم السلطة في جانفي 2011, وتسلم السلطة ليست غايته إعادة إنتاج النظام السابق أو تأسيس لديكتاتورية عسكرية لكن تمهيدا لتداول سلمي ديمقراطي على السلطة في ظروف مغايرة لما فرضته علينا أمريكا و أذنابها القطريين. لقد أخطأتم سيدي الجنرال عندما حظرتم احتفالات العيد الوطني القطري في سفارة الإمارة البغيضة. ان جنرالا في الجيش التونسي تربى في اصول المدرسة البورقيبية العريقة لا يخضع لأي ولاءات حتى وإن كانت رمزية .

لقد أخطأتم حين زرتم مشيخة قطر لامضاء عقود شراكة بين جيشنا الوطني الشعبي الجمهوري وجيش امارة مرتزقة ساهمت في احتلال ليبيا و تدمير سوريا و الوطن العربي.

 

لقد أخطأتم سيدي الجنرال عندما تركتم الغنوشي و المرزوقي يبعثان بابنائنا إلى الموت في سوريا لقد اخطأتم حينما رفضتم إبعاد الخونة الحاكمين عن السلطة الذين ذبحوا أبناءنا في الشعانبي وفي سيدي علي بن عون والذين تواطئوا في اغتيال لطفي نقض شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

 

لقد أخطأتم عندما لم تقفوا في وجه العفو العام الذي شمل الإرهابيين و القتلة الذين اعتدوا على أبناء شعبنا في باب سويقة وعلى أبناء جيشنا البواسل في سليمان.

 

لقد أخطأتم عندما قبلتم بسجن نخبنا السياسية و الفكرية والعسكرية ظلما ودون محاكمة .

 

لقد أخطأتم سيدي الجنرال حينما قبلتم بعزلكم من قبل المرزوقي المؤقت وحاميه الجنرال الوشتاتي . كل هذا دخل التاريخ وكما يقول الشاعر " وأدارك الذي يأتي قريب ولكن الذي يمضي هو البعيد". الأهم اليوم هو المستقبل هو أمن تونس و سيادة ترابها وعزّتها و مناعتها .

أتمنى من كل قلبي سيدي الجنرال أن يكون لكم شأن وكلمة في هذه القضايا الرئيسية لأنه لا أحد يشعر بالألم كالجندي الذي يرى بلاده تقف على حافة الهاوية والإنهيار ويصمت .

 

اسمحوا لي سيدي الجنرال بنصيحة أخوية ووطنية : لا تنساقوا في الإجابة أو الرد على المغرضين الذين يقودون حملة شعواء ضدّكم وعاملهم بقول الإمام الشافعي "إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن ـكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا"

الطقس

اليوم 15.05.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg